السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ٧٧
ونعود لإثبات نقضهم لحديث الغدير بالنصوص المسندة بالإضافة إلى ما مر، فالذي اتفق عليه الشيعة والسنة إن يوم الثامن عشر من ذي الحجة في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة حين العودة من مكة في غدير خم، حيث دعا رسول الله المتقدمين والمتأخرين وأوقف الباقين، فكان الجميع عددا بين 100 - 200 ألف نفر كما رواه الإمام الثعلبي في تفسيره، والسبط ابن الجوزي في التذكرة وغيرهم، وعند اجتماعهم صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أقتاب الإبل وخطب خطبة طويلة وأسهب فيها في مدح علي، وسرد كثيرا من الآيات الواردة فيه، معرفا إياهم مقامه السامي عند الله، ثم قال: معاشر الناس ألست أولى بكم من أنفسكم - الآية الكريمة (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) (1) -، فأجابوا: بلى، فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وعندها رفع يديه ودعا: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، ثم أمر أن تنصب لعلي خيمة، وأمر عليا (عليه السلام) أن يجلس فيها وأمر الجميع أن يدخلوا عليه ويبايعوه بالخلافة وبالإمامة وبالإمارة، وأخبرهم بأنه مأمور من الله أن يأخذ البيعة لعلي (عليه السلام)، وأول من بايعه ذلك اليوم عمر وأبو بكر ثم عثمان ثم طلحة ثم الزبير، وظلوا مستمرين في البيعة ثلاثة أيام متوالية رجالا ونساء حتى زوجات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد أخرج وأثبت ذلك أجل علماء العامة من السنة والجماعة والشيعة، ونذكر أدناه أسماء بعضهم:
1 - الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن علي النسائي في الخصائص العلوية والسنن.
2 - شهاب الدين أحمد بن حجر المكي في الصواعق المحرقة، وكتاب المنح الملكية، وبالأخص ص 25 الباب الأول من الصواعق، وقد قال إنه حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرة جدا.

(1) سورة الأحزاب، الآية 6.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 82 83 ... » »»
الفهرست