يثبت في بدايات الكتب، وكذلك حذف بعض الأحاديث من أثناء الكتاب، فأدى إلى قطع إسناد بعض الأحاديث التالية لها، والتي كانت تعتمد على إسنادها. وهذه إحدى روايات كتاب علاء بن رزين، وأحتمل أنها رواية الحسن بن محبوب عنه، والمتقدمون من أهل الحديث كانوا يفعلون هذا الشيء، ولكن لم يكن ذلك اعتباطا، بل كان طبقا لموازين مقبولة، ولم يحذفوا إسناد الكتاب بوجه، كما تراه في مختارات ابن أبي عمير وغيره في الأصول الصغيرة من المجموعة الثانية.
وثمة امتياز مهم في هذا الكتاب؛ وهو أن الراوي لم يضف شيئا إلى ألفاظ الكتاب الذي صدر من علاء بن رزين؛ أي لم يذكر اسم صاحب الأصل في ابتداء كل حديث منقول فيه كما فعل غيره، بل جاءت الألفاظ مطابقة لما صدر من علاء بن رزين نفسه، ثم استنسخ على ما هو عليه لدى مؤلفه؛ ولذا جاء فيه: " عن أبي جعفر (عليه السلام) كذا " أو " عن محمد بن مسلم كذا " ولم تتوسط كلمة " علاء " فيها بأن يقول بدل ذلك: " عن علاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) كذا " أو " عن علاء، عن محمد بن مسلم كذا ".
وإضافة أصل علاء بن رزين إلى هذه المجموعة كان من فعل السيد الخونساري (رحمه الله)، وهي لم ترد في جميع النسخ. وذكر السيد أنه استنسخها من النسخة التي كانت عند السيد المرعشي (رحمه الله). وكتب في آخر أصل علاء ما يلي: " تأريخ الكتابة:
في يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر صفر (1349). وكتبه بيمناه الداثرة العبد المذنب في بحر العصيان رضا بن محمد علي المازندراني في البلدة الطيبة قم ".
وكتب السيد في حاشية ذلك: " اعلم أن هذه الروايات المجتمعة كانت مغشوشة مغلوطة غير مقروءة، فصححتها وأصلحت منها ما كان قابلا حتى المقدور، مع عدم نسخة الأصل حتى أقابلها عليه، ومع ذلك بقي شطر منها بحاله غير مصحح؛ لعدم النسخة، وعدم المقروئية، وكثرة الأغلاط. في جمادى الأولى سنة (1363). الأحقر مصطفى الحسيني الصفائي الخونساري ".
نعم، وردت في نسخة مكتبة الإمام الرضا - عليه آلاف التحية والسلام - بخط