وفي كتاب الأصول للسرخسي أنه لما بلغ عمر أن أبا هريرة يروي بعض مالا يعرف، قال: لتكفن عن هذا أو لألحقنك بجبال دوس (1).
وفي كنز العمال عن السائب بن يزيد، قال سمعت عمر بن الخطاب، يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو لالحقنك بأرض دوس وقال لكعب لتتركن الحديث أو لالحقنك بأرض القردة (2).
وذكر علامتهم الزمخشري في الفائق: أن أبا هريرة استعمله عمر على البحرين فلما قدم عليه قال: يا عدو الله وعدو رسوله سرقت من مال الله فقال: لست بعدو الله ولا عدو رسوله، ولكني عدو من عاداهما وما سرقت، ولكنها سهام اجتمعت ونتاج خيل فأخذ منه عشرة آلاف درهم فألقاها في بيت المال ثم دعاه إلى العمل فأبى.
فقال عمر: فان يوسف قد سئل العمل، فقال: ان يوسف مني بريء وأنا منه برآء وأخاف ثلثا واثنتين، قال: أفلا تقول خمسا؟ قال: أخاف أن أقول بغير حكم واقضى بغير علم، وأخاف أن يضرب ظهري ويشتم عرضي ويؤخذ مالي.
البراء: البري المراد بالبراءة بعده عنه في المقايسة لقوة يوسف على الاستقلال بأعباء الولاية وضعفه عنه، وأراد بالثلاث والاثنتين: الخلال المذكورة وانما جعلها قسمين لكون الثنتين وبالا عليه في الآخرة والثلاث بلاء أو ضررا في الدنيا.
ويظهر من رسالة الفخر الرازي في تفضيل الشافعي، أن الحنفية كانوا