قال العراقي: لم نجد لذلك أصلا، أقول بل هذا من قبيل رأيهما وضلالهما، إذ هو مبني على ما ذهبنا إليه وأطالا في الاستدلال له والحط على أهل السنة في نفيهم له، وهو اثبات الجهة والجسمية لله تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا، ولهما في هذا المقام من القبائح وسوء الاعتقاد ما يصم منه الاذان ويقضي عليه بالزور والكذب والضلال والبهتان، قبحهما الله وقبح من قال بقولهما، والامام أحمد وأجلاء مذهبه مبرأون عن هذا الوصمة القبيحة كيف وهي كفر عند كثيرين.
وقال المحقق الدواني في شرح العقائد العضدية: ولابن تيمية أبي العباس أحمد وأصحابه ميل عظيم إلى اثبات الجهة ومبالغة في القدح في نفيها، ورأيت في بعض تصانيفه: انه لا فرق عند بديهية العقل بين ان يقال: هو معدوم أو يقال طلبته في جميع الأمكنة فلم أجده، ونسب النافين إلى التضليل; هذا مع علو كعبه في العلوم النقلية والعقلية كما يشهد به من تتبع تصانيفه.
وقال أيضا عند ذكر القدم الجنسي للعالم: وقد قال به بعض المحدثين المتأخرين وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيمية القول به في العرش.
ابن حجر العسقلاني ومعرفته بابن تيمية وقال ابن حجر في «الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة»: وكان يعني، ابن تيمية يتكلم على المنبر بطريقة المفسرين مع الفقه والحديث فيورد في ساعة من الكتاب والسنة والنظر ما لا يقدر أحد ان يورده في عدة مجالس، كأن هذه العلوم بين عينيه فيأخذ منها ما يشاء ويذر.