وبلغ من تعصبه إلى أن صنف رسالته في فضل معاوية ويزيد، كما ذكره صلاح الدين في فوات الوفيات المذيل على تاريخ ابن خلكان، فإنه اثنى عليه أولا بأوصاف جميلة، فقال: شيخنا الامام الرباني امام الأئمة ومفتي الأمة وبحر العلوم سيد الحفاظ وفارس المعاني والالفاظ فريد العصر وقريع الدهر شيخ الاسلام قدوة الأنام علامة الزمان وترجمان القرآن علم الزهاد وأوحد العباد قامع المبتدعين وآخر المجتهدين نزيل دمشق صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها ثم ضيع ست ورقات تقريبا في أحواله ثم عد من مصنفاته رسالة في فضل معاوية وابنه يزيد (1).
ابن تيمية وطاعة أولى الأمر وقال في موضع من المنهاج: أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وليا الامر، والله قد أمر بطاعة أولى الأمر، وطاعة ولي الأمر طاعة الله ومعصيته معصية الله، فمن سخط أمره وحكمه فقد سخط أمر الله وحكمه، وعلي وفاطمة ردا أمر الله وسخطا حكمه وكرها رضى الله، لان الله يرضيه طاعته وطاعة ولي الامر طاعته فمن كره طاعة ولي الامر فقد كره رضوان الله، والله يسخط بمعصيته ومعصية ولي الامر معصيته، فمن اتبع معصية ولي الامر فقد اتبع ما اسخط الله وكره رضوانه (2).
كفانا بهذا قدحا في أبي بكر وعمر حيث انهما أسخطا عليا وفاطمة صلوات الله عليهما ومن أسخطهما فقد أسخط رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على ما في