وبعد هذا كله، فكيف يمكن التزام أن السيد السجاد زين العابدين - عليه السلام - روى هذا الحديث واشاعه، فروى عنه الزهري أليس هو أولى برعاية أدب جده؟ أم لم يكن أعرف من أبي حنيفة وعسره بمقام جده؟
وان نقل هذا الحديث تنقيص له بل استغرب ابن حجر من المسور انه كيف روى هذا الحديث لزين العابدين - عليه السلام -؟ قال في فتح الباري:
ولا أزال أتعجب من المسور كيف بالغ في تعصبه لعلي بن الحسين حتى قال: انه لو أودع عنده السيف لا يمكن أحدا منه حتى تزهق روحه رعاية لكونه ابن ابن فاطمة محتجا بحديث الباب، ولم يراع خاطره في أن ظاهر سياق الحديث المذكور غضاضة على علي بن الحسين لما فيه من إيهام غض جده علي بن أبي طالب حيث أقدم على خطبة بنت أبي جهل على فاطمة حتى اقتضي أن يقع من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في ذلك من الإنكار ما وقع (1).
حديث: الاستسقاء للكفار ومنها: رواية ابن مسعود في استسقاء الكفار، وحكاه عن أسباط وهو غلط واختلاط، كما نبه عليه جماعة منهم، وقالوا: ان ما رواه أسباط، وهم وتفصيله:
انه قال: عن مسروق، قال: أتيت ابن مسعود فقال: إن قريشا أبطؤوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -! جئت تأمر بصلة الرحم; وإن قومك قد هلكوا فادع الله تعالى فقرأ: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان