ابن حجر المكي ومعرفته بابن تيمية وقال ابن حجر (1) في رسالته المسماة ب «الجوهر المنظم في زيارة المقبر المكرم»: فان قلت: كيف تحكى الاجماع السابق على مشروعية الزيارة والسفر إليها وطلبها، وابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كله كما رواه السبكي في حطه وأطال أعني ابن تيمية في الاستدلال لذلك بما تمجه الاسماع وتنفر عنه الطباع بل زعم حرمة السفر إليها اجماعا وانه لا يقصر فيه الصلاة، وان جميع الأحاديث الواردة فيها موضوعة وتبعه بعض من تأخر عنه من أهل مذهبه؟
قلت: من ابن تيمية حتى ينظر اليه أو يعول في شيء من أمور الدين عليه؟ وهل هو الا كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا أعوار سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته، كالعز بن جماعة عبد أضله الله وأغواه والبسه رداء الخزي وأرواه وبوأه من قوة الافتراء والكذب ما اعقبه الهوان وأوجب له الحرمان.
ولقد تصدى شيخ الاسلام وعالم الامام المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وأمانته النقي السبكي للرد عليه في تصنيف مستقل، أفاد فيه وأجاد فأصاب وأوضح بيان حججه طريق الصواب.
ومن عجائب الوجوه ما تجاسر عليه بعض السذجاء، من الحنابلة فغير في وجوه مخدراته الحسان التي لم يطمثهن انس قبله ولا جان، وأتى بما دل على جهله، وأظهر به عوار غباوته وعدم فضله.