قال البخاري في صحيحه في باب علامات النبوة: حدثنا أبو نعيم، قال:
حدثنا زكريا، عن فراس، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة - صلوات الله عليها - تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وآله، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " مرحبا يا بنتي "، ثم أجلسها على يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟
ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت لها: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال فقالت: " أسر إلي أن جبرئيل عليه السلام كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وانه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وانك أول أهل بيتي لحاقا بي، فبكيت، فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين، فضحكت لذلك " (1). انتهى.
وروى كونها " سيدة نساء أهل الجنة " في آخر المجلد الأول، عند ذكره مناقبها صلوات الله عليها (2).
وقال البغوي في المصابيح في الأحاديث الصحاح: عن عائشة قالت: كنا أزواج النبي صلى الله عليه وآله عنده، فأقبلت ما تخفي مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما رآها قال: " مرحبا يا بنتي "، ثم أجلسها، ثم سارها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وآله سألتها عما سارك، قالت: " ما