الفصل الثامن عشر في ذكر شئ من فضائله وأفعاله الحسنة وأخلاقه الكريمة وشيمه الرضية صلوات الله عليه قال ابن البر في الاستيعاب: وأجمعوا على أنه صلى القبلتين، وهاجر، وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد، وأنه أبلى ببدر وبأحد والخندق وبخيبر (بلاء عظيما) (1)، وانه أغنى في تلك المشاهد، وقام فيها المقام الكريم، وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وآله بيده في مواطن كثيرة (1). انتهى.
ثم قال: وروى الحجاج بن أرطاط، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس قال: دفع رسول الله صلى الله عليه وآله الراية يوم بدر إلى علي وهو ابن عشرين سنة، وذكره السراج في تأريخه، ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وآله مذ قدم المدينة، إلا تبوك فإنه خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله على المدينة وعلى عياله بعده في غزوة تبوك، وقال له:
" أنت مني بمنزلة هارون من موسى ".
وروى قوله صلى الله عليه وآله لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " جماعة من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحها (3). انتهى.
قال الزمخشري في الكشاف: ولما نزلت هذه الآية قال جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: خذ مخصرتك ثم القها، فجعل يأتي صنما صنما