ومن بني العباس المهدي العباسي قال في الكامل بعد ذكره اتصال آل يعقوب بالمهدي مع غاية العداوة بين الاباء: وقيل: اتصل به بالسعاية بآل علي، ولم يزل أمره يرتفع حتى استوزره.
ثم قال: وكان يعقوب قد ضجر بموضعه قبل حبسه، وكان أصحاب المهدي يشربون عنده، فكان يعقوب ينهاه عن ذلك ويعظه ويقول: ليس على ذا استوزرتني ولا عليه صحبتك، أبعد الصلاة الخمس في المسجد الجامع يشرب عندك النبيذ؟ فضيق على المهدي حتى قيل:
فدع عنك يعقوب بن داود جانبا وأقبل على صهباء طيبة النشر وقال يعقوب يوما للمهدي في أمر أراده: هذا والله السرف، فقال المهدي:
ويحك يا يعقوب إنما يحسن السرف بأهل الشرف، ولولا السرف لم يعرف المكثرون من المقلين (1). انتهى.
وقال في الكامل أيضا في ذكر سيرة المهدي: وماتت الياقوتة بنت المهدي، وكان معجبا بها لا يطيق الصبر عنها، حتى أنه كان يلبسها لبسة الغلمان ويركبها معه (2). انتهى.
وقال في الكامل: وكان بشار قد هجا صالح بن داود أخا يعقوب حين ولي فقال:
هم حملوا فوق المنابر صالحا * أخاك فضجت من أخيك المنابر فبلغ يعقوب هجاؤه، فدخل على المهدي فقال: إن هذا الأعمى المشرك