28 - فلاح السائل: من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب في حديث أبي ولاد حفص ابن سالم الخياط قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام بالمدينة وكان معي شئ فأوصلته إليه فقال: أبلغ أصحابك وقل لهم: اتقوا الله عز وجل فإنكم في إمارة جبار يعني أبا الدوانيق، فأمسكوا ألسنتكم، وتوقوا على أنفسكم ودينكم وادفعوا ما تحذرون علينا وعليكم منه بالدعاء فان الدعاء والله والطلب إلى الله يرد البلاء وقد قدر وقضي، ولم يبق إلا إمضاؤه، فإذا دعي الله وسئل صرف البلاء صرفا فألحوا في الدعاء أن يكفيكموه الله.
قال أبو ولاد: فلما بلغت أصحابي مقالة أبي الحسن عليه السلام قال: ففعلوا ودعوا عليه، وكان ذلك في السنة التي خرج فيها أبو الدوانيق إلى مكة فمات عند بئر ميمون، قبل أن يقضي نسكه، وأراحنا الله منه، قال أبو ولاد: وكنت تلك السنة حاجا فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال: يا أبا ولاد كيف رأيتم نجاح ما أمرتكم به وحثثتكم عليه من الدعاء على أبي الدوانيق؟ يا أبا ولاد ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله الدعاء إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكا، وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء إلا كان ذلك البلاء طويلا، فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء.
29 - فلاح السائل: الحسين بن سعيد، عن حماد وفضالة، عن معاوية بن عمار قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: رجلان افتتحا الصلاة في ساعة واحدة، فتلا هذا من القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه، ودعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلاوته ثم انصرفا في ساعة واحدة، أيهما أفضل؟ فقال: كل فيه فضل، كل حسن قال: قلت: قد علمت أن كلا حسن، وأن كلا فيه فضل، فقال: الدعاء أفضل أما سمعت قول الله تبارك وتعالى: " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " (1) هي والله العبادة، هي والله العبادة أليست هي العبادة؟ هي والله العبادة، هي والله العبادة، أليست أشدهن، هي والله أشدهن، هي والله أشدهن، هي والله أشدهن (2).