ما ارتفع من كرسيك، علوت على علو ما استعلى من مكانك، كنت قبل جميع خلقك لا يقدر القادرون قدرك، ولا يصف الواصفون أمرك.
رفيع البنيان، مضئ البرهان، عظيم الجلال، قديم المجد، محيط العلم، لطيف الخير، حكيم الامر، أحكم الامر صنعك، وقهر كل شئ سلطانك، و توليت العظمة بعزة ملكك، والكبرياء بعظم جلالك، ثم دبرت الأشياء كلها بحكمك (1) وأحصيت أمر الدنيا والآخرة كلها بعلمك، وكان الموت والحياة بيدك، وضرع كل شئ إليك، وذل كل شئ لملكك، وانقاد كل شئ لطاعتك فتقدست ربنا وتقدس اسمك وتباركت ربنا وتعالى ذكرك، وبقدرتك على خلقك ولطفك في أمرك لا يعزب عنك مثقال ذرة في السماوات والأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين فسبحانك وبحمدك، تباركت ربنا وجل ثناؤك.
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك أفضل ما صليت على أحد من خلقك من بيوتات المسلمين صلاة تبيض بها وجهه وتقر بها عينه، وتزين بها مقامه وتجعله خطيبا بمحامدك، ما قال صدقته، وما سأل أعطيته، ولمن شفع شفعته، واجعل له من عطائك عطاء تاما وقسما وافيا ونصيبا جزيلا واسما عاليا على النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا ذكر اهتز له عرشك، وتهلل له نورك، و استبشر له ملائكتك، والذي إذا ذكر تضعضعت له السماوات والأرض والجبال و الشجر والدواب، والذي إذا ذكر تفتحت له أبواب السماء وأشرقت الأرض، وسبحت له الجبال، والذي إذا ذكر تصدعت له الأرض وقدست له الملائكة والانس وتفجرت له الأنهار، والذي إذا ذكر ارتعدت منه النفوس ووجلت منه القلوب وخشعت له الأصوات، أن تغفر لي ولوالدي، وارحمهما كما ربياني صغيرا، وارزقني ثواب طاعتهما ومرضاتهما، وعرف بيني وبينهما في جنتك.
أسئلك لي ولهما الاجر يوم القيامة، والعفو يوم القضاء، وبرد العيش عند