ابن الحسن هذه الأوراق من وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري التي أخبرني بها الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله المقري الرازي، والشيخ الأجل الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه رحمه الله إجازة قالا أملا علينا الشيخ الأجل أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، وأخبرني بذلك الشيخ العالم الحسين بن الفتح الواعظ الجرجاني في مشهد الرضا عليه السلام، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو علي الحسن بن محمد الطوسي قال: حدثني أبي: الشيخ أبو جعفر رحمه الله قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني قال: حدثنا أبو الحسين رجاء بن يحيى العبرتائي الكاتب (1) سنة أربع عشر وثلاثمائة وفيها مات قال: حدثنا محمد بن الحسن بن شمون قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن الفضل بن يسار، عن وهب بن عبد الله الهنائي (2) قال: حدثني أبو حرب ابن أبي الأسود الديلي، عن أبي الأسود قال: قدمت الربذة فدخلت على أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه فحدثني أبو ذر.
قال: دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده فلم أر في المسجد أحدا من الناس إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي إلى جانبه جالس فاغتنمت خلوة المسجد فقلت: يا رسول الله بأبي أنت، وأمي أوصني بوصية ينفعني الله بها، فقال: نعم وأكرم بك يا أبا ذر إنك منا أهل البيت وإني موصيك بوصية فاحفظها فإنها جامعة لطرق الخير وسبله، فإنك إن حفظتها كان لك بها كفلان.
يا أبا ذر ا عبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك، واعلم أن أول عبادة الله المعرفة به، فهو الأول قبل كل شئ فلا شئ قبله، والفرد فلا ثاني له، والباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شئ وهو الله اللطيف الخبير وهو على كل شئ قدير، ثم الايمان بي والا قرار بأن الله تعالى أرسلني إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه، وسراجا منيرا، ثم حب أهل بيتي