بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - الصفحة ٢٨٧
مله أهله. ومن نال استطال (1). قل ما تصدقك الأمنية. التواضع يكسوك المهابة. وفي سعة الأخلاق كنوز الأرزاق (2). من كساه الحياء ثوبه خفي على الناس عيبه. تحرى القصد من القول فإنه من تحرى القصد خفت عليه المؤن (3) في خلاف النفس رشدها. من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد. ألا وإن مع كل جرعة شرقا وفي كل اكلة غصصا. لا تنال نعمة إلا بزوال أخرى. لكل ذي رمق قوت. ولكل حبة آكل. وأنت قوت الموت (4).
اعلموا أيها الناس أنه من مشى على وجه الأرض فإنه يصير إلى بطنها.
والليل والنهار يتسارعان في هدم الاعمار.
أيها الناس كفر النعمة لؤم (5). وصحبته الجاهل شؤم. من الكرم لين الكلام. إياك والخديعة فإنها من خلق اللئام. ليس كل طالب يصيب. ولا كل غائب يؤوب. لا ترغب فيمن زهد فيك. رب بعيد هو أقرب من قريب. سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار. استر عورة أخيك لما تعلمه فيك (6). اغتفر زلة

(1) النيل: إصابة الشئ. يقال: نال من عدوه أي بلغ منه مقصوده يعنى من أصاب شيئا من أسباب الشرف كالمال والعلم يتفضل ويترفع غالبا ويمكن أن يكون هذا نظير قوله:
" من جاد ساد " فالمراد أن الجود والكرم غالبا يوجبان الفخر والاستطالة. والأمنية: البغية وما يتمنى الانسان، يعنى في الغالب أمنيتك كاذبة.
(2) وفى الروضة بعد هذا الكلام كذا " كم من عاكف على ذنبه في آخر أيام عمره ".
(3) أي أقصد الوسط العدل من القول وجانب التعدي والافراط والتفريط ليخف عليك المؤونة.
(4) قد مضى هذه الكلمات في وصاياه عليه السلام أيضا.
(5) اللوم - بالفتح غير مهموز -: الملامة ومهموزا: ضد الكرم. واللئام: جامع الأخبار لئيم و - بالضم -: الدنى وقد لؤم الرجل - بالضم - لؤما.
(6) في الروضة بعد هذه الجملة هكذا " ألا ومن أسرع في المسير أدركه المقيل، استر عورة أخيك كما يعلمها فيك ". وفى بعض النسخ " لما يعلمها ".
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست