بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - الصفحة ٢٦٥
احترس كل ذلك بكف البادرة (1) وتأخير السطوة، وارفع بصرك إلى السماء عندما يحضرك منه حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار، ولن تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد (2).
ثم اعلم أنه قد جمع ما في هذا العهد من صنوف ما لم آلك فيه رشدا إن أحب الله إرشادك وتوفيقك أن تتذكر ما كان من كل ما شاهدت منا فتكون ولايتك هذه من حكومة عادلة، أو سنة فاضلة، أو أثر عن نبيك صلى الله عليه وآله، أو فريضة في كتاب الله فتقتدي بما شاهدت مما عملنا به منها. وتجتهد نفسك في اتباع ما عهدت إليك في عهدي و استوثقت من الحجة لنفسي، لكيلا تكون لك علة عند تسرع نفسك إلى هواها، فليس يعصم من السوء، ولا يوفق للخير إلا الله جل ثناؤه. وقد كان مما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله في وصايته تحضيضا على الصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم، فبذلك أختم لك ما عهدت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأنا أسأل الله سعة رحمته وعظيم مواهبه وقدرته على إعطاء كل رغبة (3) أن يوفقني وإياك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه وإلى خلقه (4) مع حسن الثناء في العباد وحسن الأثر في البلاد وتمام النعمة وتضعيف الكرامة (5) و أن يختم لي ولك بالسعادة والشهادة وإنا إليه راغبون والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم كثيرا.
فهرست النجاشي: (6) الأصبغ بن نباتة كان من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام وعمر بعده

(1) البادرة: الحدة أو ما يبدر من اللسان عند الغضب من السب ونحوه.
(2) في النهج " بذكر المعاد إلى ربك ".
(3) أي أعطاه كل سائل ما سأله، كأنه قال: القادر على اعطاء كل سؤال.
(4) المراد من العذر الحجة الواضحة العادلة، يعنى فإنه حجة لك عند من قضيت عليه وعذر عند الله فيمن أجريت عليه عقوبة أو حرمته من منفعة.
(5) أي زيادة الكرامة اضعافا.
(6) الرجال ص 7.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست