وأوردوهم مصارع السوء ولا يعجبنك شاهد ما يحضرونك به فإنهم أعوان الاثمة وإخوان الظلمة وعباب كل طمع ودغل (1) وأنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل أرائهم ونفاذهم ممن قد تصفح الأمور فعرف مساويها بما جرى عليه منها (2) فأولئك أخف عليك مؤونة، وأحسن لك معونة، وأحنى عليك عطفا (3) وأقل لغيرك إلفا.
لم يعاون ظالما على ظلمه، ولا آثما على إثمه، ولم يكن مع غيرك له سيرة أجحفت بالمسلمين والمعاهدين (4) فاتخذ أولئك خاصة لخلوتك وملائك، ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق (5) وأحوطهم على الضعفاء بالانصاف وأقلهم لك مناظرة (6) فيما يكون منك مما كره الله لأوليائه واقعا ذلك من هواك حيث وقع فإنهم يقفونك على الحق (7) ويبصرونك ما يعود عليك نفعه، وألصق بأهل الورع والصدق وذوي العقول والأحساب، ثم رضهم على أن لا يطروك (8) ولا يبجحوك بباطل لم تفعله