فيما تجمع وما ترعى به رعيتك. فأملك هواك ولتسخ بنفسك عما لا يحل لك، فان سخاء النفس الانصاف منها فيما أحببت وكرهت (1). وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بالاحسان إليهم. ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم (2) فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق، تفرط منهم الزلل (3) وتعرض لهم العلل، ويؤتي على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفو [ه] فإنك فوقهم ووالي الامر عليك فوقك والله فوق من ولاك بما عرفك من كتابه وبصرك من سنن نبيه صلى الله عليه وآله. عليك بما كتبنا لك في عهدنا هذا، لا تنصبن نفسك لحرب الله، فإنه لأيدي لك بنقمته (4) ولا غنى بك عن عفوه ورحمته. فلا تندمن على عفو ولا تبجحن بعقوبة (5) ولا تسرعن إلى بادرة وجدت عنها مندوحة، ولا تقولن إني مؤمر آمر فأطاع (6) فإن ذلك إدغال في القلب ومنهكة للدين وتقرب من الفتن، فتعوذ بالله من درك الشقاء. وإذا أعجبك ما أنت فيه من سلطانك فحدثت لك به أبهة أو مخيلة (7) فانظر إلى عظم
(٢٤١)