على الله أن يكسوه من ثياب الجنة وأن يهون على سكرات الموت، وأن يوسع عليه في قبره، وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول الله عز وجل في كتابه " وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون " (1).
ايضاح: سكرات الموت شدائده " وأن يلقى " يمكن أن يقرأ على بناء المعلوم من باب علم، فالضمير المرفوع راجع إلى " من " و " الملائكة " مرفوع، والمفعول محذوف أي يلقاه الملائكة أو من باب التفعيل والمستتر راجع إلى الله، والمفعول الأول محذوف ومفعوله الثاني الملائكة، والآية في سورة الأنبياء وقبلها " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون * لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة " أي تستقبلهم مهنئين " هذا يومكم " أي يوم ثوابكم وهو مقدر بالقول " الذي كنتم توعدون " أي في الدنيا.
84 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كسا أحدا من فقراء المسلمين ثوبا من عري أو أعانه بشئ مما يقوته من معيشته وكل الله عز وجل به سبعة آلاف ملك من الملائكة يستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور (2).
85 - الكافي: عن محمد بن أحمد، عن صفوان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله مثله إلا أن فيه سبعين ألف ملك (3).
بيان: " من عري " بضم العين وسكون الراء خلاف اللبس، والفعل كرضي " مما يقوته " في أكثر النسخ بالتاء من القوت، وهو المسكة من الرزق قال في المصباح:
القوت ما يؤكل ليمسك الرمق، وقاته يقوته قوتا من باب قال: أعطاه قوتا، واقتات به أكله، وقال: المعيش والمعيشة مكسب الانسان الذي يعيش به، والجمع المعايش هذا على قول الجمهور أنه من عاش والميم زائدة، ووزن معايش مفاعل فلا يهمز وبه