عن استماع غيبة المؤمن حيث عادله بانتقاص الامام، يقال فلان ينتقص فلانا أي يقع فيه ويذمه.
47 - الكافي: عن العدة، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقوم مكان ريبة (1).
بيان: " مكان ريبة " أي مقام تهمة وشك، وكأن المراد النهي من حضور موضع يوجب التهمة بالفسق أو الكفر، أو بذمائم الأخلاق أعم من أن يكون بالقيام أو المشي أو القعود أو غيرها، فإنه يتهم بتلك الصفات ظاهرا عند الناس وقد يتلوث به باطنا أيضا كما مر قال في المغرب: رابه ريبا شككه، والريبة الشك والتهمة، ومنه الحديث " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فان الكذب ريبة، وإن الصدق طمأنينة " أي ما يشكك ويحصل فيك الريبة وهي في الأصل قلق النفس واضطرابها ألا ترى كيف قابلها بالطمأنينة، وهي السكون، وذلك أن النفس لا تستقر متى شكت في آمر، وإذا أيقنته سكنت واطمأنت انتهى.
ويحتمل أن يكون المراد به المنع عن مجالسة أرباب الشكوك والشبهات، الذين يوقعون الشبه في الدين، ويعدونها كياسة ودقة فيضلون الناس عن مسالك أصحاب اليقين كأكثر الفلاسفة والمتكلمين، فمن جالسهم وفاوضهم لا يؤمن بشئ، بل يحصل في قلبه مرض الشك والنفاق، ولا يمكنه تحصيل اليقين في شئ من أمور الدين، بل يعرضه إلحاد عقلي لا يتمسك عقله بشئ ولا يطمئن في شئ كما أن الملحد الديني لا يؤمن بملة، فهم كما قال " في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا " (2) وأكثر أهل زماننا سلكوا هذه الطريقة، وقلما يوجد مؤمن على الحقيقة، أعاذنا الله وإخواننا المؤمنين من ذلك، وحفظنا عن جميع المهالك.
48 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن