بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٣ - الصفحة ٤٨
الهبات، وأنا المؤذن على الأعراف، (1) وأنا بارز الشمس، أنا دابة الأرض، وأنا قسيم النار (2) وأنا خازن الجنان وصاحب الأعراف (3).
وأنا أمير المؤمنين، ويعسوب المتقين، وآية السابقين، ولسان الناطقين، وخاتم الوصيين، ووارث النبيين، وخليفة رب العالمين، وصراط ربي المستقيم، وفسطاطه والحجة على أهل السماوات والأرضين، وما فيهما وما بينهما، وأنا الذي احتج الله به عليكم في ابتداء خلقكم، وأنا الشاهد يوم الدين، وأنا الذي علمت علم المنايا والبلايا والقضايا، وفصل الخطاب والأنساب، واستحفظت آيات النبيين المستخفين المستحفظين.
وأنا صاحب العصا والميسم (4)، وأنا الذي سخرت لي السحاب والرعد

(1) روى الصدوق في المعاني ص 59 بإسناده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال خطب أمير المؤمنين بالكوفة منصرفه من النهروان - وذكر الخطبة إلى أن قال فيها: وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة قال الله عز وجل " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " أنا ذلك المؤذن وقال " وأذان من الله ورسوله " فأنا ذلك الأذان.
(2) هذا هو الصحيح، وما يقوله المولدون: هو قسيم النار والجنة، فمعنى غير ثابت في اللغة، فان " قسيم " إنما هو بمعنى مقاسم قال في الأساس: " وهو قسيمي: مقاسمي، وفي حديث علي عليه السلام: أنا قسيم النار " يعني أنه يقول للنار: هذا الكافر لك وهذا المؤمن لي. لكن المولدين يطلقون القسيم ويريدون به معنى مقسم، كما قال شاعرهم:
علي حبه جنة * قسيم النار والجنة * وصي المصطفى حقا * امام الانس والجنة.
(3) إشارة إلى قوله تعالى " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " فقد روى في المجمع عن الحاكم الحسكاني باسناده رفعه إلى الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا عند علي عليه السلام فأتاه ابن الكواء فسأله عن هذه الآية فقال: ويحك يا بن الكواء نحن نقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار.
(4) إشارة إلى أنه صلوات الله عليه دابة الأرض، وقد روى الطبرسي في تفسيره ج 7 ص 347 والزمخشري في الكشاف ج 2 ص 370 عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: " دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب، ولا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه وتكتب " مؤمن " وتسم الكافر بين عينيه وتكتب " كافر " ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتختم أنف الكافر بالخاتم، حتى يقال: يا مؤمن ويا كافر.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست