حريزا يقول: لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه لأنه كان يؤمن بالرجعة.
ثم قال: انظر رحمك الله كيف حرموا أنفسهم الانتفاع برواية سبعين ألف حديث عن نبيهم صلى الله عليه وآله برواية أبي جعفر عليه السلام الذي هو من أعيان أهل بيته الذين أمرهم بالتمسك بهم.
ثم وإن أكثر المسلمين أو كلهم قد رووا إحياء الأموات في الدنيا وحديث إحياء الله تعالى الأموات في القبور للمسألة، وقد تقدمت روايتهم عن أصحاب الكهف وهذا كتابهم يتضمن " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم " (1) والسبعون الذين أصابتهم الصاعقة مع موسى عليه السلام وحديث العزير عليه السلام ومن أحياه عيسى بن مريم عليهما السلام وحديث جريج الذي أجمع على صحته أيضا وحديث الذين يحييهم الله تعالى في القبور للمسألة.
فأي فرق بين هؤلاء وبين ما رواه أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم من الرجعة وأي ذنب كان لجابر في ذلك حتى يسقط حديثه.
وقال رحمه الله أيضا في كتاب سعد السعود قال: الشيخ في تفسيره التبيان عند قوله تعالى " ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون " (2) استدل بهذه الآية قوم من أصحابنا على جواز الرجعة، فان استدل بها على جوازها كان صحيحا لأن من منع منه وأحاله فالقرآن يكذبه، وإن استدل به على وجوب الرجعة وحصولها فلا.
ثم قال السيد رحمه الله اعلم أن الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيهم أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض لا يختلفون في إحياء الله جل جلاله قوما بعد مماتهم في الحياة الدنيا من هذه الأمة تصديقا لما روى المخالف والمؤالف عن صاحب النبوة صلى الله عليه وآله:
أما المخالف فروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى