يقدر عليها، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط، ولا اتكأ بين يدي جليس له قط، ولا رأيته شتم أحدا من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط، بل كان ضحكه التبسم.
وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه حتى البواب والسائس، وكان عليه السلام قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر، و يقول: ذلك صوم الدهر، وكان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه (1) 5 - عيون أخبار الرضا (ع): الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن الهروي قال: جئت إلى باب الدار التي حبس فيها الرضا عليه السلام بسرخس وقد قيد فاستأذنت عليه السجان فقال:
لا سبيل لكم إليه، فقلت: ولم؟ قال: لأنه ربما صلى في يومه وليلته ألف ركعة وإنما ينفتل من صلاته ساعة في صدر النهار، وقبل الزوال، وعند اصفرار الشمس فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلاه يناجي ربه، قال: فقلت له: فاطلب لي في هذه الأوقات إذنا عليه، فاستأذن لي عليه فدخلت عليه وهو قاعد في مصلاه متفكر الخبر (2).
التهذيب: الحسين بن سعيد، عن سليمان الجعفري قال: رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام يصلي في جبة خز.
(7 - عيون أخبار الرضا (ع): تميم بن عبد الله، عن أبيه) (3) عن أحمد بن علي الأنصاري قال: سمعت رجاء بن أبي الضحاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص علي بن موسى الرضا عليه السلام من المدينة وأمرني أن آخذ به على طريق البصرة والأهواز وفارس، ولا آخذ به