كل من ولده عبد المطلب بن هاشم اللهم واحفظ لإبراهيم الأشتر وانصره على الأعداء، ووفقه لما تحب وترضى، واغفر له في الآخرة والأولى فبعث رأس عبيد الله إلى علي بن الحسين عليهما السلام فادخل عليه وهو يتغدى فسجد شكرا الله تعالى وقال: الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من عدوي، وجزى الله المختار خيرا، أدخلت على عبيد الله بن زياد وهو يتغدى ورأس أبي بين يديه، فقلت:
اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد، وقسم محمد المال في أهله وشيعته بمكة ومدينة على أولاد المهاجرين والأنصار وروى المرزباني بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أنه قال: ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رئي في دار هاشمي دخان خمس حجج، حتى قتل عبيد الله بن زياد، وعن عبد الله بن محمد بن أبي سعيد، عن أبي العيناء، عن يحيى بن راشد، قال: قالت فاطمة بنت علي: ما تحنأت (1) امرأة منا ولا أجالت في عينها مرودا ولا امتشطت حتى بعث المختار رأس عبيد الله بن زياد وروي أنه قتل ثمانية عشر ألفا ممن شرك في قتل الحسين عليه السلام أيام ولايته وكانت ثمانية عشر شهرا أولها أربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ست وستين، وآخرها النصف من شهر رمضان من سنة سبع وستين وعمره سبع وستون سنة قال جعفر بن نما مصنف هذا الثأر: اعلم أن كثيرا من العلماء لا يحصل لهم التوفيق بفطنة توقفهم على معاني الألفاظ، ولا روية تنقلهم من رقدة الغفلة إلى الاستيقاظ، ولو تدبروا أقوال الأئمة في مدح المختار، لعلموا أنه من السابقين المجاهدين الذين مدحهم الله تعالى جل جلاله في كتابه المبين، ودعاء زين العابدين عليه السلام للمختار دليل واضح وبرهان لائح على أنه عنده من المصطفين الأخيار ولو كان على غير الطريقة المشكورة، ويعلم أنه مخالف له في اعتقاده، لما كان يدعو له دعاء لا يستجاب، ويقول فيه قولا لا يستطاب، وكان دعاؤه عليه السلام له عبثا، والامام