فقد اخذ حرملة فجيئ به، فقال: لعنك الله الحمد لله الذي أمكنني منك، الجزار الجزار، فاتي بجزار فأمره بقطع يديه ورجليه، ثم قال: النار النار، فاتي بنار وقصب فأحرق فقلت: سبحان الله سبحان الله! فقال: إن التسبيح لحسن، لم سبحت؟
فأخبرته دعاء زين العابدين عليه السلام فنزل عن دابته وصلى ركعتين، وأطال السجود وركب وسار فحاذى داري، فعزمت عليه بالنزول والتحرم بطعامي، فقال: إن علي بن الحسين دعا بدعوات فأجابها الله على يدي ثم تدعوني إلى الطعام؟ هذا يوم صوم شكر الله تعالى، فقلت: أحسن الله توفيقك وانهزم عبد الله بن عروة الخثعمي إلى مصعب فهدم داره وطلب عمرو بن صبيح الصيداوي فأتوه وهو على سطحه، بعد ما هدأت العيون، وسيفه تحت رأسه فأخذوه وسيفه، فقال: قبحك الله من سيف ما أبعدك على قربك، فجيئ به إلى المختار، فلما كان من الغداة طعنوه بالرماح، حتى مات، وأنفذ إلى محمد بن الأشعث بن قيس وقد انهزم إلى قصر له في قرية إلى جنب القادسية فقال: انطلق فإنك تجده لاهيا متصديا أو قائما متبلدا، أو خائفا متلددا، أو كامنا متعمدا، فأتني برأسه فأحاطوا بالقصر، وله بابان، فخرج ومشى إلى مصعب، فهدم القصر وداره، وأخذ ما كان فيها. قال المرزباني: وأتوه بعبد الله بن أسيد الجهني ومالك بن الهشيم البدائي وحمل بن مالك المحاربي من القادسية فقال: يا أعداء الله أين الحسين بن علي؟
قالوا: أكرهنا على الخروج، قال: فألا مننتم عليه وسقيتموه من الماء؟ وقال:
للبدائي أنت آخذ برنسه؟ قال: لا، قال: بلى وأمر بقطع يديه ورجليه والآخران ضرب أعناقهما وأتوه ببجدل بن سليم الكلبي وعرفوا أنه أخذ خاتمه، وقطع إصبعه، فأمر بقطع يديه ورجليه، فلم يزل ينزف حتى مات، وأتوه برقاد بن مالك وعمر بن خالد وعبد الرحمان البجلي وعبد الله بن قيس الخولاني فقال: يا قتلة الحسين لقد أخذتم الورس في يوم نحس، وكان في رحل الحسين ورس فاقتسموه وقت نهب رحله