أمره ونبذوا خلافته وغالطوه في علمه، فقلت: يا رسول الله من هذا؟ قال: هذا ملك من ملائكة ربي ينبئ أن أمتي تختلف على أخي ووصيي علي بن أبي طالب، وإني أوصيك يا أبي بوصية إن أنت حفظتها لم تزل بخير، يا أبي عليك بعلي فإنه الهادي المهدي الناصح لامتي المحيي لسنتي، وهو إمامكم بعدي، فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه، ومن غير وبدل لقيني ناكثا لبيعتي عاصيا لامري جاحدا لنبوتي، لا أشفع له عند ربي ولا أسقيه من حوضي، فقامت إليه رجال الأنصار فقالوا:
اقعد رحمك الله فقد أديت ما سمعت ووفيت بعهدك (1).
بيان: التعاشي: التجاهل. والحديث مختصر وتمامه في كتاب الفتن.
72 - كشف اليقين: من كتاب أبي العلاء الهمداني، عن حيدر بن محمد الحسيني، عن محمد بن عبد الرشيد الأصفهاني، عن الحسن بن أحمد العطار، عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الفارسي عن فاروق الخطابي، عن حجاج بن منهال، عن الحسن بن عمران، عن شاذان بن العلاء، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، عن مسلم بن خالد المكي، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سألت رسول الله عن ميلاد علي (عليه السلام) فقال: آه آه لقد سألت يا جابر عن خير مولود في شبه المسيح، إن الله تبارك وتعالى خلق عليا نورا من نوري وخلقني نورا من نوره، وكلانا من نور واحد، ثم شرح صلوات الله عليه مبدء ولادة علي (عليه السلام) وأن رجلا كان يسمى المبرم في ذلك الزمان قد عبد الله مائتي سنة وسبعين سنة أسكن الله عز وجل في قلبه الحكمة وألهمه بحسن طاعة ربه، وإنه بشر أبا طالب بما هذا لفظه: أبشر يا هذا بأن العلي الاعلى ألهمني إلهاما فيه بشارتك، قال أبو طالب:
وما هو؟ قال: يولد من ظهرك ولد هو ولي الله عز وجل وإمام المتقين ووصي رسول رب العالمين، فإن أنت أدركت ذلك الولد فاقرءه مني السلام وقل له: إن المبرم يقرأ عليك السلام ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، به يتم النبوة وبعلي يتم الوصية، ثم ذكر الحديث إلى آخره وهذا ما أردنا منه (2).