رسول الله قال: أهل بيتي الأئمة من بعدي؟ أو لستم تعلمون أن رسول الله قال: أهل بيتي منار الهدى والمدلولون على الله (1)؟ أو لستم تعلمون أن رسول الله قال: يا علي أنت الهادي لمن ضل؟ أو لستم تعلمون أن رسول الله قال: علي المحيي لسنتي ومعلم أمتي والقائم بحجتي وخير من اخلف بعدي وسيد أهل بيتي وأحب الناس إلي طاعته من بعدي كطاعتي على أمتي؟ أو لستم تعلمون أن رسول الله لم يول على علي أحدا منكم وولاه في كل غيبة عليكم؟ أو لستم تعلمون أنهما كان منزلتهما واحدا وأمرهما واحدا؟
أو لستم تعلمون أنه قال: إذا غبت عنكم خلفت فيكم عليا فقد خلفت فيكم رجلا كنفسي؟
أو لستم تعلمون أن رسول الله جمعنا قبل موته في بيت ابنته فاطمة (عليها السلام) فقال لنا: إن الله أوحى إلى موسى أن أتخذ أخا من أهلك وأجعله نبيا وأجعل أهله لك ولدا وأطهرهم من الآفات وأخلعهم (2) من الذنوب، فاتخذ موسى هارون وولده، وكانوا أئمة بني إسرائيل من بعده والذين يحل لهم في مساجدهم ما يحل لموسى، ألا وإن الله تعالى أوحى إلي أن اتخذ عليا أخا كموسى اتخذ هارون أخا اتخذ ولده ولدا [كما اتخذ ولد هارون ولدا] فقد طهرتهم كما طهر ولد هارون، ألا وإني ختمت بك النبيين فلا نبي بعدك فهم الأئمة (3).
وكنت عند رسول الله يوما فألفيته (4) يكلم رجلا أسمع كلامه ولا أرى وجهه، فقال فيما يخاطبه: يا محمد ما أنصحه لك ولامتك وأعلمه بسنتك! فقال رسول الله: أفترى أمتي تنقاد له بعد وفاتي؟ فقال: يا محمد تتبعه من أمتك أبرارها ويخالف عليه من أمتك فجارها، وكذلك أوصياء النبيين من قبل، يا محمد إن موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون وكان أعلم بني إسرائيل وأخوفهم لله وأطوعهم له، فأمره الله أن يتخذه وصيا. كما اتخذت عليا وصيا وكما أمرت بذلك، فسخط بنو إسرائيل سبط موسى خاصة فلعنوه وشتموه و عنفوه ووضعوا [له] أمره، فإن أخذت أمتك كسنن بني إسرائيل كذبوا وصيك وجحدوا