قول سخيف جدا، فأنكروا موت أبي الحسن وحبسه وزعموا أن ذلك كان تخييلا للناس! وادعوا أنه حي غائب وأنه هو المهدي، وزعموا أنه استخلف على الامر محمد بن بشير (1) مولى بني أسد، وذهبوا إلى الغلو والقول بالاتحاد (2)، ودانوا بالتناسخ.
واعتلت الواقفة فيما ذهبت إليه بأحاديث رووها عن أبي عبد الله عليه السلام منها أنهم حكوا عنه أنه لما ولد موسى بن جعفر عليه السلام دخل أبو عبد الله عليه السلام على حميدة البربرية أم موسى عليه السلام فقال لها: يا حميدة بخ بخ حل الملك في بيتك، قالوا: وسئل عن اسم القائم فقال: اسمه اسم حديدة الحلاق، فيقال: لهذه الفرقة ما الفرق بينكم (3) وبين الناووسية الواقفة على أبي عبد الله عليه السلام والكيسانية الواقفة على أبي القاسم بن الحنفية، والمفوضة المنكرة لوفاة أبي عبد الله الحسين الدافعة لقتله، والسبأية المنكرة لوفاة أمير المؤمنين عليه السلام المدعية حياته، والمحمدية النافية لموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتدينة بحياته؟ وكل شئ راموا به كسر مذاهب من عددناه (4) فهو كسر لمذاهبهم ودليل على إبطال مقالتهم.
ثم يقال لهم فيما تعلقوا به من الحديث الأول: ما أنكرتم أن يكون الصادق عليه السلام أراد بالملك الإمامة على الخلق وفرض الطاعة على البشر وملك الأمر والنهي؟
وأي دليل في قوله لحميدة: " حل الملك في بيتك " على أنه نص على أنه القائم بالسيف؟ أما سمعتم الله تعالى يقول: " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما (5) " وإنما أراد ملك الدين والرئاسة على العالمين (6)، وأما قوله: وقد سئل عن القائم (7) فقال: اسمه اسم حديدة الحلاق فإنه إن صح ذلك (8) - على أنه غير معروف -