بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٧ - الصفحة ١٤٨
وذويه ومن مخالفيهم، ولا يؤمنون أن ينقلب فيهلكون معه (1)، فهم السفهاء حيث لا يسلم لهم بنفاقهم هذا لا محبة محمد والمؤمنين ولا محبة اليهود وسائر الكافرين، لأنهم به وبهم (2) يظهرون لمحمد من موالاته وموالاة أخيه علي عليه السلام ومعاداة أعدائهم اليهود والنصارى والنواصب كما يظهرون لهم من معاداة محمد وعلي عليهما السلام ومعاداة أعدائهم (3) وبهذا يقدرون أن نفاقهم معهم كنفاقهم مع محمد وعلي، ولكن لا يعلمون أن الامر ليس كذلك، فإن الله يطلع نبيه على أسرارهم فيخسأهم ويلعنهم ويسقطهم (4).
تبيين: طلاع الشئ - بالكسر - ملؤه، والمراد بالبان دهنه وهو معروف.
أقول: قال ابن الجوزي في كتاب المناقب: حديث في قوله صلى الله عليه وآله: " من كنت مولاه فعلي مولاه " أخرجه أحمد بن حنبل في المسند والفضائل وأخرجه الترمذي أيضا، فأما طريق أحمد فروى عن زاذان قال: سمعت عليا ينشد الناس في الرحبة ويقول:
أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه فقام ثلاثة عشر رجلا من الصحابة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك، وأما طريق الترمذي فكذلك وزاد فيه " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأدر الحق معه كيفما دار وحيث دار " قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأما طريق الفضائل فقال أحمد عن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من كنت مولاه فعلي وليه. وفي هذه الرواية: فقام بالرحبة ثلاثون رجلا أو خلق كثير فشهدوا له بذلك. وقال أحمد في الفضائل عن رباح بن الحارث قال: جاء رهط إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا: السلام عليك يا مولانا - وكان بالرحبة - فقال عليه السلام: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ فقالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال رباح فقلت: من هؤلاء؟ فقيل لي: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب

(1) في المصدر: لا يؤمنون أيهم يقلب فيهلكون معه.
(2) كذا في النسخ والمصدر.
(3) أي أعداء اليهود والنصارى. وفي المصدر: " وموالاة أعدائهم " فيكون مرجع الضمير رسول الله وأصحابه.
(4) تفسير الامام: 41: 45.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب التاسع والأربعون * في ذكر مذاهب الذين خالفوا الفرقة المحقة في القول بالأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم 1
3 في الكيسانية وعقائدهم وآرائهم، وقصة السيد الحميري وأشعاره في الكيسانية وعند رجوعه إلى الحق، وما قاله الشيخ المفيد رحمه الله في بطلان مذهبهم. 1
4 بطلان مذهب من إعتقد بامامة إسماعيل بن الإمام الصادق عليه السلام 9
5 بطلان مذهب الناووسية والفطحية والواقفية والبشيرية 11
6 بطلان مذهب الجارودية والسليمانية والبترية 29
7 بطلان مذهب الزيدية 34
8 * الباب الخمسون * مناقب أصحاب الكساء وفضلهم صلوات الله عليهم 35
9 في أن أسمائهم عليهم السلام كان مشتقا من أسماء الله عز وجل 47
10 في أن الله تعالى ما ألحق صبيانا برجال كاملي العقول إلا: عيسى، ويحيى، والحسن والحسين عليهم السلام 50
11 في أن لله تعالى خيارا من كل ما خلقه 52
12 فيما رواه العامة 66
13 فيما روته أم أيمن من فاطمة عليها السلام في الرحي التي تطحن البر 97
14 * الباب الحادي والخمسون * ما نزل لهم عليهم السلام من السماء 99
15 * أبواب * * الباب الثاني والخمسون * اخبار الغدير وما صدر في ذلك اليوم من النص الجلي على إمامته عليه السلام وتفسير بعض الآيات النازلة في تلك الواقعة 108
16 ثواب من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، وما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه في علي عليه السلام 108
17 فيما قاله النبي صلى الله عليه وآله بمنى في حجة الوداع 113
18 قوله صلى الله عليه وآله في الصدقة على أهل بيته، ومن ادعى إلى غير أبيه، والولد للفراش 123
19 فيمن رواه حديث الغدير وصنف فيه كتابا 126
20 ما جرت في يوم الغدير مفصلا 127
21 الخطبة التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله في الغدير 131
22 قصة حارث بن النعمان الفهري 136
23 قصة الغدير على ما نقل في تفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام مفصلا 141
24 في قول ابن الجوزي: اتفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة، وكان معه من الصحابة والاعراب مأة وعشرون ألفا، وأبيات من بعض 150
25 فيمن روى قصة غدير خم 157
26 فيما قاله عمر بن الخطاب لعلي عليه السلام في يوم الغدير 159
27 في أن يوم الغدير كان أفضل الأعياد في الاسلام 169
28 أسامي المؤلفين الذين ألفوا في حديث يوم الغدير، وأسماء من روي عنهم حديثه 181
29 الخطبة التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم الغدير بتمامها 204
30 معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، وما قاله الصدوق رحمه الله في ذلك مفصلا لاتمام الحجة ووضوح المحجة 224
31 بحث وتحقيق علمي وكلامي في الاستدلال بخبر الغدير 235
32 معنى المولى من طرق الخاصة والعامة 237
33 * الباب الثالث والخمسون * أخبار المنزلة والاستدلال بها على إمامته صلوات الله عليه 254
34 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام: منزلته مني، وأشعار حسان 260
35 فيما رواه العامة في حديث المنزلة 268
36 في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى... واطعام النبي صلى الله عليه وآله في يوم 270
37 بحث وتحقيق في حديث المنزلة من الصدوق رحمه الله بأن عليا..... 273
38 * الباب الرابع والخمسون * ما امر به النبي صلى الله عليه وآله من التسليم عليه بإمرة المؤمنين وانه لا يسمى به غيره، وعلة التسمية به، وفيه جملة من مناقبه و بعض النصوص على إمامته صلوات الله عليه 290
39 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إن عليا يدور مع الحق حيث دار، والعلة التي من أجلها سمى أمير المؤمنين بأمير المؤمنين 293
40 في قول الباقر عليه السلام: لو علم الناس متى سمي أمير المؤمنين ما أنكروا ولايته 306
41 فيما قاله أبو بكر في خلافته: ما عندي عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله 308
42 في قول النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه: سلموا على علي بإمرة المؤمنين 311
43 قصة معراج النبي صلى الله عليه وآله وما جرى فيه وما ناجى الله تعالى 313
44 لم يسم أحد بأمير المؤمنين غير علي عليه السلام فرضي به إلا كان منكوحا 331
45 * الباب الخامس والخمسون * خبر الرايات 341
46 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزل: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه 346