بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٧ - الصفحة ١٥١
ولهذه الأبيات قصة عجيبة حكاها لي بعض إخواننا قال: أنشدت ليلة هذه الأبيات وبت متفكرا فيها، فنمت فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام في منامي، فقال لي: أنشدني أبيات الكميت، فأنشدته إياها، فلما أنهيتها قال عليه السلام:
فلم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقا أضيعا قال: فانتبهت مذعورا (1).
وقال السيد الحميري:
يا بايع الأخرى بدنياه * ليس بهذا أمر الله من أين أبغضت علي الرضى * وأحمد قد كان رضاه من الذي أحمد من بينهم * يوم غدير الخم ناواه؟
أقامه من بين أصحابه * وهم حواليه فسماه هذا علي بن أبي طالب * مولى لمن كنت مولاه فوال من والا يا ذا العلى * وعاد من قد كان عاداه 37 - تفسير العياشي: عن جابر بن أرقم قال: بينا نحن في مجلس لنا وأخي زيد بن أرقم يحدثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه زي السفر (2)، فسلم علينا ثم وقف فقال: أفيكم زيد بن أرقم؟ فقال زيد: أنا زيد بن أرقم فما تريد؟ فقال الرجل: أتدري من أين جئت؟
قال: لا، قال: من فسطاط مصر (3) لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال له زيد: وما هو؟ قال: حديث غدير خم في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يا ابن أخي إن قبل غدير خم ما أحدثك به: إن جبرئيل الروح الأمين عليه السلام نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم، فلم ندر ما نقول له، وبكى صلى الله عليه وآله فقال له جبرئيل عليه السلام:
مالك يا محمد أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادي، وأهبط إلي جنودا من السماء

(1) أي خائفا دهشا.
(2) الزي، الهيئة. هيئة الملابس.
(3) اسم موضع بمصر بناه عمرو بن عاص حين ولاها، أورد قصته مفصلة في المراصد 3: 1036.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست