بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٥٦٨
نامت عيناه، وقد اعترف النووي - على ما نقله عنه الكرماني في شرح صحيح البخاري (1) - بأن النبي صلى الله عليه وآله كان معصوما من الكذب ومن تغيير الأحكام الشرعية في حال الصحة والمرض.
ومن الغرائب أنهم يستدلون على خلافة عمر بن الخطاب بما نص عليه أبو بكر في مرضه وكتب له، ولم يجوز أحد فيه أن يكون هجرا وناشئا من غلبة المرض، مع أنه أغمي عليه في أثناء كتابته العهد - كما رواه ابن أبي الحديد (2) في كيفية عقده الخلافة لعمر من أنه كان يجود بنفسه فأمر عثمان أن يكتب عهدا، وقال: اكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد به عبد الله بن عثمان (3) إلى المسلمين، أما بعد.. ثم أغمي عليه، فكتب عثمان: قد استخلفت عليكم ابن الخطاب..
وأفاق أبو بكر، فقال: اقرأ، فقرأه، فكبر أبو بكر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي. قال: نعم. قال: جزاك الله خيرا عن الاسلام وأهله، ثم أتم العهد وأمره أن يقرأ على الناس.
وجوزوا في رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون عهده هجرا وهذيانا، وقد كان في كتاب أبي بكر ووصيته - على ما ذكره شارح المقاصد (4) وغيره (5) - نوع من التردد في شأن عمر، حيث قال: إني استخلفت عمر بن الخطاب فإن عدل فذاك ظني به ورأيي فيه، وإن بدل وجار فلكل امرء ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم الغيب، * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (6) وكان قوله صلى الله عليه وآله: ائتوني بكتاب [كذا] أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده.. خاليا من

(١) صحيح البخاري - شرح الكرماني - ٢ / ١٢٨.
(٢) في شرحه على نهج البلاغة ١ / ١٦٥ باختلاف كثير، وانظر ما بعدها وما قبلها.
(٣) وجاءت في تاريخ الطبري ٤ / ٥٢: أبو بكر بن أبي قحافة، بدلا من: عبد الله بن عثمان.
(٤) شرح المقاصد ٥ / ٢٨٧.
(٥) وقد جاءت العبارة في شرح المواقف ٨ / ٣٦٥: إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فإن أحسن السيرة وذلك ظني به، والخير أردت، وإن تكن الأخرى فسيعلم الذين... إلى آخره.
(٦) الشعراء: ٢٢٧.
(٥٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691