بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٥٢٠
قال: نعم. قال: جزاك الله خيرا عن الاسلام وأهله، ثم أتم العهد وأمره أن يقرأ على الناس فقرأ (1)، ثم أوصى إلى عمر بوصايا (2).
قال: وروى كثير من الناس أن أبا بكر لما نزل به الموت دعا عبد الرحمن ابن عوف، فقال: أخبرني عن عمر، فقال: إنه أفضل من رأيته (3) إلا أن فيه غلظة. فقال: ذاك لأنه يراني رفيقا (4) ولو قد أفضي الامر إليه لترك كثيرا مما هو عليه، وقد رمقته (5) إذا أنا غضبت على رجل أراني الرضا عنه، وإذا لنت أراني الشدة عليه، ثم دعا عثمان، فقال: أخبرني عن عمر. فقال: سريرته خير من علانيته، وليس فينا مثله. فقال لهما: لا تذكرا مما قلت لكما شيئا، ولو تركت عمر ما (6) عدوتك يا عثمان، والخيرة لك أن لا تلي من أمورهم شيئا، ولوددت أني كنت من أموركم خلوا، وكنت فيمن مضى من سلفكم.
ودخل طلحة (7) على أبي بكر، فقال: إنه بلغني أنك - يا خليفة رسول الله (ص)! - استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف إذا (8) خلا بهم؟! وأنت غدا لاق ربك فسائلك (9) عن رعيتك!. فقال أبو بكر: أجلسوني.. أجلسوني (10)، ثم قال: أبا لله تخوفني؟!، إذا لقيت ربي فساءلني، قلت: استخلفت عليهم خير أهلك. فقال طلحة: أعمر خير الناس

(1) في شرح النهج: وأمر أن يقرأ.. فقرأ عليهم.
(2) في المصدر: أوصى عمر فقال له:..
(3) في المصدر: رأيك. وما ذكره نقله عن الطبري 3 / 428.
(4) في شرح النهج: رقيقا.
(5) رمقته.. أي أطلت النظر إليه، كما في مجمع البحرين 5 / 173.
(6) في المصدر: لما.
(7) في شرح النهج: طلحة بن عبيد الله.
(8) في المصدر: فكيف به.
(9) في شرح النهج: فيسألك.
(10) لا توجد في المصدر: أجلسوني - الثانية -.
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 527 529 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691