الله في الجنان من أفضل ساكنيها (1)، ويخدمه ما لا يعرف عدده إلا الله من وصائفها وغلمانها، وولدانها.
ثم يقول لعمار بن ياسر: أهلا وسهلا ومرحبا بك يا عمار! نلت بموالاة أخي رسول الله صلى الله عليه وآله مع أنك وادع رافه لا تزيد على المكتوبات والمسنونات من سائر (2) العبادات ما لا يناله الكاد بدنه ليلا ونهارا - يعني الليل قياما والنهار صياما -، والباذل أمواله وإن كانت جميع أموال الدنيا له، مرحبا بك، قد رضيك رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي - أخيه - مصافيا، وعنه مناوئا، حتى أخبر أنك ستقتل في محبته، وتحشر يوم القيامة في خيار زمرته، وفقني الله تعالى لمثل عملك وعمل أصحابك، حتى (3) توفر على خدمة محمد رسول الله (ص) وأخي محمد - علي ولي الله - ومعاداة أعدائهما بالعداوة، ومصافاة أوليائهما بالموالاة والمتابعة، سوف يسعدنا الله يومنا (4) إذا التقينا بكم، فيقول (5) سلمان وأصحابه ظاهرهم كما أمرهم الله، يجوزون عنهم، فيقول الأول لأصحابه: كيف رأيتم سخريتي لهؤلاء (6)؟
وكيف كففت عاديتهم عني وعنكم؟. فيقولون له (7): لا تزال بخير ما عشت لنا.
فيقول لهم: فهكذا فلتكن معاملتكم لهم إلى أن تنتهزوا الفرصة فيهم مثل هذا، فإن اللبيب العاقل من تجرع على الغصة حتى ينال الفرصة، ثم يعودون إلى أخدانهم من المنافقين المتمردين المشاركين لهم في تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله فيما أداه إليهم عن الله عز وجل من ذكر تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام