بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٤٩١
يطلق عليه لفظ التعجب، وهذا من المبالغة في المبالغة، أي هذا أمر يجل عن التعجب كقول ابن هاني المغربي (1):
قد سرت في الميدان يوم طرادهم * فعجبت حتى كدت لا أتعجب (2) والأود: العوج (3)، ويحتمل أن يكون لاغرو، معناه: ان ما ورد علي ليس بعجب من تقلبات الدنيا وأحوالها، وقوة الباطل وغلبة أهله فيها، فيكون قوله عليه السلام: فياله.. استئنافا لاستعظام الامر، أو المعنى: لا غرو في أن أضحكني وأبكاني لأمر واحد.
وأما رواية الصدوق، فلعل المعنى لاعجب إلا من جارتي، وسؤالها عني (4) لم لم تنتصر ممن ظلمك؟ هل كان لي أهل يعينني فأسأل عن ذلك؟ أي مع علمك بتفردي وتخذل الناس عني ما كنت تحتاج إلى السؤال عن علة الامر.
وفوار الينبوع - بالفتح وتشديد الواو -: ثقب البئر، والفوار - بالضم والتخفيف -: ما يفور من حر القدر (5)، وقرى بهما، والأول أظهر.
وجدحوا.. أي خلطوا (6) ومزجوا وأفسدوا.
والوبي: ذو الوباء والمرض (7).

(١) لا توجد: المغربي في (س).
(٢) ديوان ابن هاني الأندلسي: ٤٤، وفيه هكذا: فعجبت حتى كدت أن لا أعجبا.
(٣) نص عليه في مجمع البحرين ٣ / ٩، والنهاية ١ / ٧٩، وغيرهما.
(٤) في (س): أعني.
(٥) قال في القاموس ٢ / ١١٢: الفوارة..: منبع الماء. وفوارة القدر - بالضم والتخفيف -: ما يفور من حرها. وانظر: الصحاح ٢ / ٧٨٣، ولسان العرب ٥ / ٦٨.
(٦) نص إلى هنا في النهاية ١ / ٢٤٣، ولسان العرب ٥ / ٤٢١.
(٧) جاء في مجمع البحرين ١ / ٤٢٩، وفي النهاية 5 / 144: الوبى - بالقصر والمد والهمزة -:
الطاعون، والمرض العام، وقد أوبأت الأرض فهي موبئة وبئت فهي وبيئة، ووبئت أيضا فهي موبوءة.
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650