بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٤٩٠
وهلم يستعمل لازما ومتعديا، فاللازم بمعنى تعال، ويستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في لغة أهل الحجاز، وأهل نجد يقولون: هلما وهلموا (1)، والمتعدي بمعنى هات، قال تعالى: [هلم شهداء كم] (2) وهنا يحتمل الوجهين، وإن كان الثاني أظهر، أي لا تسأل عن اللصوص الثلاثة الماضية، فإنهم نهبوا الخلافة وصاحوا في حجراته ومضوا، ولكن هات ما نحن فيه الآن من خطب (3) ابن أبي سفيان لنتكلم فيه ونشتغل بدفعه، فإنه أعجب وأغرب، والتعرض له أهم.
والخطب: الحادث الجليل والامر العظيم (4).
قوله عليه السلام: بعد إبكائه.. قيل: الا بكاء إشارة إلى ما كان عليه من الكآبة لتقدم الخلفاء، والضحك للتعجب من أن الدهر لم يقنع بذلك حتى جعل معاوية منازعا له في الخلافة، والأظهر أن كليهما في أمر معاوية، أو في أمره وأمر من تقدمه فإنها محل للحزن والتعجب معا.
والغرو - بالغين المعجمة المفتوحة والراء المهملة الساكنة - العجب (5) أي لا عجب والله (6)، ثم فسره بما بعده فقال: يستفرغ العجب.. أي لم يبق منه ما

(١) جاء في مجمع البحرين ٦ / ١٨٧، والصحاح ٥ / ٢٠٦٠، ولكنهما اقتصرا على بيان المعنى اللازم له.
(٢) الانعام: ١٥٠.
أقول: قال الشيخ الرضي في شرحه ٢ / ٦٨: ومما جاء متعديا ولازما: هلم بمعنى أقبل فيتعدى ب‍: إلى، قال تعالى: " هلم إلينا "، وبمعنى أحضره، نحو قوله تعالى: " هلم شهداء كم "، فلم يتصرف فيه أهل الحجاز... وبنو تميم يصرفونه... وليست بالفصيحة نحو: هلما هلموا هلمي هلما هلممن.
(٣) في طبعتي البحار: خطيب.
(٤) هذا المعنى بملاحظة القرائن في الكلام، وأما معنى نفس الخطب فهو الامر الذي يقع فيه المخاطبة، والشأن، والحال، ذكرها علماء اللغة كما في مجمع البحرين ١ / ٥١، والنهاية ٢ / ٤٥.
(٥) جاء في مجمع البحرين ١ / ٣١٥، والنهاية 2 / 365، وغيرهما.
(6) لا توجد: والله، في (س).
(٤٩٠)
مفاتيح البحث: البكاء (1)، الشهادة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650