بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٣٢
وروى مسلم في صحيحه (1) وذكره في جمع الأصول (2) أيضا، عن نافع قال: لما خلعوا يزيد واجتمعوا على ابن مطيع أتاه ابن عمر، فقال عبد الله (3):
اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال له عبد الله بن عمر: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لاحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه (4) [وآله]، يقول: من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية (5).
وأما من طرق أصحابنا فالاخبار فيه أكثر من أن تحصى، وستأتي في مضانها (6).
فنقول: لا أظنك ترتاب بعد ما أسلفناه من الروايات المنقولة من طريق المخالف والمؤالف في أن فاطمة صلوات الله عليها كانت ساخطة عليهم، حاكمة بكفرهم وضلالهم، غير مذعنة بإمامتهم ولا مطيعة لهم، وأنها قد استمرت على تلك الحالة حتى سبقت إلى كرامة الله ورضوانه.
فمن قال بإمامة أبي بكر لا محيص له عن القول بأن سيدة نساء العالمين ومن طهرها الله في كتابه من كل رجس، وقال النبي صلى الله عليه وآله في فضلها ما قال، قد ماتت ميتة جاهلية! وميتة كفر وضلال ونفاق!.
ولا أظن ملحدا وزنديقا رضي بهذا القول الشنيع.
ومن الغرائب أن المخالفين لما اضطروا وانسدت عليهم الطرق، لجأوا إلى

(١) صحيح مسلم ٣ / ١٤٧٨ حديث ٥٨.
(٢) جامع الأصول ٤ / ٧٨ حديث ٢٠٦٤.
(٣) في جامع الأصول: عبد الله بن مطيع.
(٤) في جامع الأصول: سمعت رسول الله (ص).
(٥) جامع الأصول: ٤ / ٧٨ حديث ٢٠٦٤.
(٦) بحار الأنوار ٥١ / ١٦٠، ٥٢ / ١٤٢، وقد سلف في ٨ / ٣٦٢ و ١٠ / ٣٥٣ و ٣٦١، وقد فصلها شيخنا الأميني رحمه الله في الغدير ١٠ / 358 - 362، فراجع.
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650