بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٠٠
وتقدمة الحجة: إعلام الرجل قبل وقت الحاجة قطعا لاعتذاره بالغفلة.
والحاصل، أن استنصاري منكم، وتظلمي لديكم، وإقامة الحجة عليكم، لم يكن رجاء للعون والمظاهرة بل تسلية للنفس، وتسكينا للغضب، وإتماما للحجة، لئلا تقولوا يوم القيامة: [إنا كنا عن هذا غافلين] (1).
فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف، باقية العار، موسومة بغضب الله وشنار الأبد، موصولة ب‍ [نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة] (2)، فبعين الله ما تفعلون [وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون] (3)..
والحقب - بالتحريك - حبل يشد به الرحل إلى بطن البعير، يقال: أحقبت البعير.. أي شددته به (4)، وكل ما شد في مؤخر رحل أو قتب فقد احتقب، ومنه قيل: احتقب فلان الاثم كأنه جمعه واحتقبه من خلفه (5)، فظهر أن الأنسب في هذا المقام احقبوها - بصيغة الافعال - أي شدوا عليها ذلك وهيئوها للركوب، لكن فيما وصل إلينا من الروايات على بناء الافتعال.
والدبر - بالتحريك - الجرح في ظهر البعير، وقيل: جرح الدابة مطلقا (6).
والنقب - بالتحريك -: رقة خف البعير (7).
والعار الباقي: عيب لا يكون في معرض الزوال.
ووسمته وسما وسمة: إذا اثرت فيه بسمة وكي (8).

(١) الأعراف: ١٧٢.
(٢) الهمزة: ٦ و ٧.
(٣) الشعراء: ٢٢٧.
(٤) كما في الصحاح ١ / ١١٤، وانظر: مجمع البحرين ٢ / ٤٥، والقاموس ١ / ٥٧.
(٥) جاء في لسان العرب ١ / ٣٢٥ - ٣٢٦، ولاحظ: الصحاح ١ / ١١٤، والقاموس ١ / ٥٧.
(٦) ذكره في لسان العرب ٤ / ٢٧٤، والنهاية ٢ / ١٩٧، ومجمع البحرين ٣ / ٢٩٩.
(٧) قاله في الصحاح ١ / ٢٢٧، والقاموس ١ / ١٣٤، ومجمع البحرين ٢ / ٢٧٦.
(٨) كما في مجمع البحرين ٦ / ١٨٣، والصحاح ٥ / 2051.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650