بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٢٤٠
على ما أنعم، ولها (1) الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وإحسان منن والاها (2)، جم عن الاحصاء عددها، ونأى عن المجازاة أمدها، وتفاوت عن الادراك آمالها، واستثنى (3) الشكر بفضائلها، واستحمد إلى الخلائق باجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد أن لا إله إلا الله، كلمة جعل الاخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأنار (4) في الفكرة معقولها، الممتنع من الابصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، ابتدع الأشياء لا من شئ قبله، واحتذاها بلا مثال لغير فايدة زادته، إلا إظهارا لقدرته، وتعبدا لبريته، وإعزازا لدعوته، ثم جعل (5) الثواب على طاعته، والعقاب (6) على معصيته، زيادة (7) لعباده عن نقمته، وحياشا لهم إلى (8) جنته، وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله، اختاره قبل أن يجتبله، واصطفاه قبل أن ابتعثه (9)، وسماه قبل أن استنجبه، إذ الخلائق بالغيوب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علما من الله عز وجل بمايل الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواضع المقدور، ابتعثه الله عز وجل (10) إتماما لامره (11) وعزيمة على إمضاء حكمه، فرأى الأمم صلى الله عليه [وآله] فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لأوثانها،

(1) كذا، والصحيح: وله، كما في المصدر.
(2) خ. ل: أولاها، جاءت على مطبوع البحار.
(3) في مطبوع البحار: واستثنى، ولا معنى لها.
(4) في المصدر: وانى.
(5) جاءت على (ك) نسخة بدل: حصل.
(6) في (ك): ووضع العقاب.
(7) كذا، والصحيح: ذيادة - بالذال المعجمة - وهي بمعنى الدفع والطرد والابعاد كما سيأتي في بيان المصنف قدس سره.
(8) في (س): على، بدلا من: إلى، وفي المصدر: وجياشا لهم...
(9) في (س): انبعثه، وما في المتن أظهر.
(10) في المصدر: تعالى عز وجل.
(11) لا توجد: لامره في مطبوع البحار.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست