بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٢٣٩
تعلمون] (1).
ثم انحرفت إلى قبر النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وهي تقول:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب قال: فما رأينا يوما كان أكثر باكيا ولا باكية من ذلك اليوم (2).
ثم قال أحمد بن أبي طاهر (3): حدثني جعفر بن محمد - رجل من أهل ديار مصر لقيته بالرافقة (4) - قال: حدثني أبي قال: أخبرنا موسى بن عيسى قال: أخبرنا عبد الله بن يونس قال: أخبرنا جعفر الأحمر عن زيد بن علي رحمة الله عليه عن عمته زينب بنت الحسين عليهما السلام، قالت: لما بلغ فاطمة عليها السلام إجماع أبي بكر على منعها فدك لاثت (5) خمارها وخرجت في حشدة نسائها ولمة من قومها، تجر أدراعها (6)، ما تخرم من مشية (7) رسول الله صلى الله عليه [وآله] شيئا، حتى وقفت على أبي بكر - وهو في حشد من المهاجرين والأنصار - فأنت أنه أجهش لها القوم بالبكاء، فلما سكنت فورتهم قالت:
أبدأ بحمد الله - ثم أسبلت بينها وبينهم سجفا (8) - ثم قالت: الحمد لله

(١) الانعام: ٦٧.
(٢) أقول: قد وردت قطعة من خطبتها سلام الله عليها من قولها: أنتم الآن تزعمون.. إلى: يخسر المبطلون في الغدير ٧ / ١٩٧ حاكيا إياها عن أكثر من مصدر.
(٣) بلاغات النساء ١٤ - ١٩.
(٤) الرافقة: بلد متصل البناء بالرقة.. وتسمى: الرقة. انظر: مراصد الاطلاع ٢ / ٥٩٥، ومعجم البلدان ٣ / 15 - 16.
(5) في (س): لاتت.
(6) في المصدر: اذراعها.
(7) في (س): مشيته.
(8) السجف: الستر، قاله في القاموس 3 / 150 وغيره.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست