بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٢٠٦
هذا الامر يرتبان في الأعمال والبلاد القريبة والنائية (1) من الصحابة والمهاجرين والأنصار من لا يكاد يبلغ مرتبة علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ولا يقاربها، فلو اعتقداهم مثل بعض الولاة وسلما إليهم هذه الصدقة التي قامت النائرة في أخذها، وعرفاهم ما روياه وقالا لهم: أنتم أهل البيت وقد شهد الله لكم بالطهارة، وأذهب عنكم الرجس، وقد عرفناكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا نورث (2)، وقد سلمناها إليكم، وشغلنا ذمكم بها، والله من وراء أفعالكم فيها، والله سبحانه بمرأى منكم (3) ومسمع، فاعملوا فيها بما يقربكم منه ويزلفكم عنده، فعلى هذا سلمناها إليكم وصرفناكم فيها، فإن فعلتم الواجب الذي أمرتم به وفعلتم فيها فعل رسول الله (ص) فقد أصبتم وأصبنا، وإن تعديتم الواجب وخالفتم ما حده رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أخطأتم وأصبنا فإن الذي علينا الاجتهاد ولم نأل في اختياركم جهدا، وما علينا بعد بذل الجهد لائمة، وهذا الحديث من الانصاف كما يروى (4)، والله الموفق والمسدد.
وروي أن فاطمة عليها السلام جاءت إلى أبي بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت (5): يا أبا برك! من يرثك إذا مت؟ قال: أهلي وولدي، قالت: فمالي لا أرث رسول الله (ص)؟. قال: يا بنت رسول الله! إن النبي لا يورث، ولكن أنفق على من كان ينفق عليه رسول الله، وأعطي ما كان يعطيه.
قالت: والله لا أكلمك بكلمة ما حييت، فما كلمته حتى ماتت (6).

(١) في الكشف: النائبة، وهو غلط.
(٢) في المصدر زيادة: ما تركناه صدقة.
(٣) في الكشف: وهو سبحانه بمرأى، وجاء نسخة على (س).
(٤) في المصدر: كما ترى، وفي (ك): يرى، وقد ذكرها نسخة في (س).
(٥) في كشف الغمة: فقال: وما ذكر هنا هو الصحيح.
(٦) جاء ذيل الرواية بألفاظ مختلفة في روايات عديدة، ذكر جملة منها مع مصادرها في الغدير ٧ / 229 - 230.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650