بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ١٩٧
خالف الله فقد استوجب من الله العذاب (1) الأليم والعقاب الشديد في الدنيا والآخرة. فقال عمر: هاتي بينة يا بنت محمد على ما تدعين؟! فقالت فاطمة (ع):
قد صدقتم جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله ولم تسألوهما البينة! وبينتي في كتاب الله، فقال عمر: إن جابرا وجريرا ذكرا أمرا هينا، وأنت تدعين أمرا عظيما يقع به الردة من المهاجرين والأنصار!. فقالت عليها السلام: إن المهاجرين برسول الله وأهل بيت رسول الله هاجروا إلى دينه، والأنصار بالايمان بالله ورسوله (2) وبذي القربى أحسنوا، فلا هجرة إلا إلينا، ولا نصرة إلا لنا، ولا اتباع (3) بإحسان إلا بنا، ومن ارتد عنا فإلى الجاهلية. فقال لها (4) عمر: دعينا من أباطيلك، وأحضرينا من يشهد لك بما تقولين!!. فبعثت إلى علي والحسن والحسين وأم أيمن وأسماء بنت عميس - وكانت تحت أبي بكر بن أبي قحافة - فأقبلوا إلى أبي بكر (5) وشهدوا لها بجميع ما قالت وادعته. فقال (6): أما علي فزوجها، وأما الحسن والحسين ابناها (7)، وأما أم أيمن فمولاتها، وأما أسماء بنت عميس فقد كانت تحت جعفر ابن أبي طالب فهي تشهد لبني هاشم، وقد كانت تخدم فاطمة، وكل هؤلاء يجرون إلى أنفسهم!. فقال علي (ع): أما فاطمة فبضعة من رسول الله (ص)، ومن آذاها فقد آذى رسول الله (ص) (8)، ومن كذبها فقد كذب رسول الله، وأما الحسن

(١) في المصدر: ومن خالفه فقد استوجب العذاب..
(٢) في (ك): وبرسوله.
(٣) في المصدر: اتباعا.
(٤) لا توجد: لها، في الكشكول.
(٥) لا يوجد في المصدر من: ابن أبي.. إلى: أبي بكر.
(٦) في الكشكول: فقال عمر.
(٧) في المصدر: ابناؤهما.
(٨) إشارة إلى الحديث المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جاء بألفاظ متفاوتة، وقد عد له العلامة الأميني في غديره ٧ / ٢٣١ أكثر من تسعة وخمسين مصدرا وحافظا، وانظر عنه أيضا مستدرك الحاكم ٣ / ١٥٤ وقد صححه، وذخائر العقبى ٣٩، وميزان الاعتدال ٢ / ٧٢، وكنز العمال ٧ / ١١١، وينابيع المودة ١٧٣ - ١٧٤، ومجمع الزوائد ٩ / ٢٠٣، وتهذيب التهذيب ١٢ / 443 وغيرها كثير.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650