بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ١٩٠
فقال أبو بكر: فان عائشة تشهد وعمر أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: النبي (1) لا يورث.
فقالت: هذا أول شهادة زور شهدا بها (2)، وان لي بذلك شهودا بها في الاسلام، ثم قالت: فان فدك إنما هي صدق بها علي رسول الله صلى الله عليه وآله، ولي بذلك بينة.
فقال لها: هلمي ببينتك. قال: فجاءت بأم أيمن وعلي عليه السلام، فقال أبو بكر: يا أم أيمن! إنك سمعت من رسول الله (ص) يقول في فاطمة؟ فقالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة (3)، ثم قالت أم أيمن: فمن كانت سيدة نساء أهل الجنة تدعي ما ليس لها؟! وأنا امرأة من أهل الجنة ما كنت لأشهد بما لم أكن سمعت (4) من رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال عمر: دعينا يا أم أيمن من هذه القصص، بأي شئ تشهدين؟.
فقالت: كنت جالسة في بيت فاطمة عليها السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله جالس حتى نزل عليه جبرئيل، فقال: يا محمد! قم فان الله تبارك وتعالى أمرني أن أخط لك فدكا بجناحي، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله مع جبرئيل

(١) في المصدر: إن النبي.
(٢) في (س): به.
(٣) انظر: صحيح البخاري، باب مناقب فاطمة عليها السلام ٥ / ٢٩، وحكاه في العمدة لابن البطريق: ٣٨٤.
وقد ورد الحديث بمضامين مختلفة، منها: فاطمة سيدة نساء العالمين، كما في الصحيح البخاري كتاب الاستئذان، باب ٤٣، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة حديث ٩٨ و ٩٩، وطبقات ابن سعد، القسم الثاني من ٢ / ٤٠ و ٨ / ١٧، ومسند أحمد ٣ / ١٣٥.
ومنها: فاطمة من أفضل نساء أهل الجنة، كما في سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب 30 و 60 و 63، ومسند أحمد 1 / 293 و 3 / 64 و 80 و 135 و 5 / 391، ومسند الطيالسي حديث 1374.
(4) في بعض النسخ والمصدر: ما كنت لأشهد إلا بما سمعت، وفي نسخة أخرى: فقالت سمعت، كما في (س).
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650