بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ١٨٥
حتى إذا تفريا بالخناق أسرا له الشنان.. يقال: تفرى أي انشق (1)، والخناق - ككتاب - الحبل يخنق به، وكغراب داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرية والقلب (2). وفي بعض النسخ بالحاء المهملة وهو بالكسر جمع الحنق - بالتحريك - وهو الغيظ أو شدته (3).
والشنان: العداوة (4).. أي لما انشقا بما خنقهما من ظهور مناقبه وفضائله وعجزهما عن أن يدانياه في شئ منها، أو من شدة غيظه أكمنا له العداوة في قلبهما منتهضين للفرصة، وفي بعض النسخ: تعريا (5) - بالعين والراء المهملتين - فلعل المعنى بقيا مسبوقين في العراء وهو الفضاء (6) والصحراء متلبسين بالخناق والغيظ.
وفي بعض النسخ: ثغرا (7).. أي توقرا وثقلا. وفي بعضها: تغرغرا.. من الغرغرة وهي تردد الروح في الحلق، ويقال: يتغرغر صوته في حلقه.. أي

(١) كذا صرح به في القاموس ٤ / ٣٧٤، والصحاح ٦ / ٢٤٥٤ وغيرهما.
(٢) كما قاله في القاموس ٣ / ٢٢٩، ومجمع البحرين ٥ / ١٥٩ - ١٦٠ وغيرهما.
(٣) كذا صرح به في لسان العرب ١ / ٦٩ - ٧٠، والقاموس ٣ / ٢٢٤.
(٤) قال في الصحاح ١ / ٥٧: الشناءة مثال الشناعة: البغض، وقد شنأته شنئا وشنئا وشنئا ومشنا وشنانا - بالتحريك - وشنآنا - بالتسكين -.. قال أبو عبيدة: الشنان - بغير همز - مثل الشنان. ومثله في لسان العرب ١ / ١٠١.
(٥) قال في لسان العرب ١٥ / ٤٩ يقال: ما تعرى فلان من هذا الامر.. أي ما تخلص. والظاهر:
منتهزين للفرصة.
أقول: وعليه يمكن أن يكون المعنى أنهما تخلصا بالخناق دون السباق.
(٦) قاله في مجمع البحرين ١ / ٢٨٨، والصحاح ٦ / ٢٤٢٣، والقاموس ٤ / ٣٦١.
(٧) قال في مجمع البحرين ٣ / ٢٣٦: الثغر: موضع المخافة الذي يخاف منه هجوم العدو، والثغر - أيضا - ما تقدم من الانسان [كذا، والظاهر: الأسنان]. وفي المصباح: الثغر: الميسم ثم اطلق على الثنايا، وإذا كثر ثغر الصبي، قيل: ثغر ثفورا - بالبناء للمجهول -. وفي القاموس ١ / ٣٨٣: اثغر الغلام القى ثغرة ونبت ثغره ضد. ونحوه في الصحاح ٢ / 605، وزاد فيها: ثغرته.. أي كسرت ثغره، والثغرة - بالضم - نقرة النحر التي بين الترقوتين، والثغرة - أيضا - الثلمة، يقال: ثغرناهم..
أي سددنا عليهم ثلم الجبل. وكل هذه المعاني قد تكون مرادة.
أقول: جاء في (ك): تغرزا، وقد تقرأ في (س): تغررا، أو تعزرا.
(١٨٥)
مفاتيح البحث: الحلق (1)، الخوف (2)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650