بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة مقدمة المحقق ٢٢
سبحانه - على أن يكون حبل الله هو علي عليه السلام وولده كما صرحت به نصوص العامة فضلا عن الخاصة، وقد سلفت في ديباجة الكتاب.
وتوعد عز اسمه على التهاون بالوحدة وتضييعها بالعذاب العظيم، فقال تعالى: [ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم] (آل عمران: 105).
فالوحدة بين المسلمين يجب أن تفهم على أنها قضية رسالية أساسية لا سياسية وقتية، وهي ذات أبعاد متشعبة فرط بها قوم وأفرط آخرون، مع كل ما لها من الأهمية، وفي لزوم حمايتها والحرص عليها، إلا أنه - ويا للأسف - قد خلط بين الوحدة السياسية والدينية، حتى جرأ البعض - ممن لا بصيرة له - فقال بوحدة الأديان بعد أن فرغ من وحدة المذاهب!!.
فليست الوحدة هي كون الباطل حقا ولا الحق باطلا " فما ذا بعد الحق إلا الضلال " و " جاء الحق وزهق الباطل "، بل المنهج التحقيقي والموضوعية العلمية تستدعي الباحث عن الحقيقة أن يفحص ويبحث.. ثم يستنتج من رسالة السماء ما هو واجبه وما تمليه عليه فريضته، لا أنه تحت شعار حفظ الوحدة يهمل كل الفروع والأصول التي يلقاها خلال بحثه وتفتيشه، بل ينسى - ويا للعار - الحقيقة والحق، بل يلتزم الضلالة والباطل متذرعا بهذه اللفظة..
وهذا ما وجدناه عند بعض ممن شاركنا باسم المذهب.
إذ البحث العلمي يتوخى دوما الحقائق المجردة عن أية مواقف مسبقة، أو التزامات نسبية، أو شعائر وعادات موروثة، أو أية اعتبارات تصرفه عن مسيره العلمي.
فهل - يا ترى - تجنب الفرقة والخلاف والتمسك بالوحدة والوفاق يلزم منه توافق الجميع حتى فيما اختلفوا فيه؟!.
وهل معنى الوحدة هي حفظ جميع الخلافات وأسبابها ودواعيها وجذورها إلى الأبد..؟!.
(مقدمة المحقق ٢٢)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650