في حق لي في منزلي، (1) فقلت: يا سيدي أما الحق فأعرفه، وأما ما فيه فلا أدري ما فيه غير أني أجدها ثقيلا، قال: خذيها وامضي لسبيلك، قالت: فخرجت من عنده ودخلت منزلي وقصدت نحو الحق فلم أجد الحق في موضعه، فإذا الحق حقي قالت: فعرفتهم حق معرفتهم بالبصيرة والهداية فيهم من ذلك اليوم والحمد لله رب العالمين.
قال ابن عياش: سألت أبا بكر محمد بن عمر الجعابي عن هذه أم سليم وقرأت عليه إسناد الحديث للعامة واستحسن طريقها وطريق أصحابنا فيه فما عرفت أبا صالح الطرسوسي القاضي (2) فقال: كان ثقة عدلا حافظا، وأما أم سليم فهي امرأة من النمر بن قاسط معروفة من النساء اللاتي روين عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: وليست أم سليم الأنصارية أم أنس بن مالك، ولا أم سليم الدوسية فإنها لها صحبة ورواية، ولا أم سليم الخافضة التي كانت تخفض الجواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا أم سليم الثقفية وهي بنت مسعود أخت عروة بن مسعود الثقفي، فإنها أسلمت وحسن إسلامها وروت الحديث. (3) بيان: قال الجوهري: العقوة: الساحة وما حول الدار يقال: ما يطور بعقوته أحد، أي ما يقربها. والكسر بالكسر والفتح جانب البيت. وكسور الأودية: معاطفها وشعابها. والحفز: الاستعجال وتحوز: تلوى وتنحى، ولعله كناية عن عدم الفصل بين الصلوات وكثرة التشاغل بها والشوط: الجري مرة إلى غاية كما ذكره الفيروزآبادي.
الحمد لله الذي وفقني لاتمام النصف الأول من المجلد السابع من كتاب بحار الأنوار وأسأله تعالى التوفيق لاتمام النصف الآخر وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم، وعلى مولانا علي حكيم وآلهما الطيبين الطاهرين.