بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٣٥٤
عن أبي جعفر عليه السلام قال: فضل أمير المؤمنين عليه السلام ما جاء به اخذ به وما نهى عنه انتهي عنه، وجرى له من الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مثل الذي جرى لرسول الله صلى الله عليه وآله والفضل لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي الله ورسوله، والمتفضل عليه كالمتفضل على الله وعلى رسوله، الراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، فان رسول الله صلى الله عليه وآله باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله، وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، وجرى في الأئمة واحدا بعد واحد.
جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها وعمد الاسلام ورابطه على سبيل هداه ولا يهتدي هاد إلا بهداهم ولا يضل خارج من هدى (1) إلا بتقصير عن حقهم، وامناء الله على ما اهبط (2) من علم أو عذر أو نذر، والحجة البالغة على من في الأرض، يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم، ولا يصل أحد إلى شئ من ذلك إلا بعون الله.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا قسيم الجنة والنار لا يدخلها داخل إلا على أحد قسمي (3)، وأنا الفاروق الأكبر وأنا الامام لمن بعدي والمؤدي عمن كان قبلي، ولا يتقدمني أحد إلا أحمد صلى الله عليه وآله، وإني وإياه لعلى سبيل واحد إلا أنه هو المدعو باسمه، ولقد أعطيت الست (4): علم المنايا والبلايا والوصايا والأنساب وفصل الخطاب

(1) في نسخة: من الهدى.
(2) في المصدر: لأنهم أمناء الله على ما هبط.
(3) في المصدر: قسمين.
(4) نقل في هامش النسخة المخطوطة عن المصنف هذا: يمكن أن يكون المنايا والبلايا واحدا، والأنساب ثالثة، وفصل الخطاب الرابعة وصاحب الكرات ودولة الدول الخامسة وصاحب العصا والدابة السادسة ويحتمل وجوه أخر لكن لا بد من ضم بعضها إلى بعض لئلا يكون زائدا: والله يعلم والقائل.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364