بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٣٥٣
بيان: قوله الفاروق الأكبر أي الفارق بين الحق والباطل، وقيل: لأنه أول من أظهر الاسلام بمكة ففرق بين الايمان والكفر، وأما صاحب العصا والميسم فسيأتي أنه عليه السلام الدابة الذي ذكره الله في القرآن يظهر قبل قيام الساعة معه عصا موسى وخاتم سليمان يسم بها وجوه المؤمنين والكافرين ليتميزوا.
قوله عليه السلام: وقد حملت، أي حملني الله من العلم والايمان والكمالات أو تكليف هداية الخلق وتبليغ الرسالات وتحمل المشاق مثل ما حمل محمدا صلى الله عليه وآله، وفي بعض النسخ: ولقد حملت على مثل حمولته، فيمكن أن يقرأ حملت على صيغة المجهول المتكلم وعلى التخفيف، والحمولة بفتح الحاء فإنها بمعنى ما يحمل على الناس من الدواب أي حملني الله تعالى على مثل ما حمله عليه من الأمور التي توجب الوصول إلى أقصى منازل الكرامة من الخلافة والإمامة.
فشبه عليه السلام ما حمله الله عليه من رياسة الخلق وهدايتهم وولايتهم بدابة يركب عليها، لأنه يبلغ بحاملها إلى أقصى غايات السبق في ميدان (1) الكرامة، ويمكن أن يقرأ حملت على بناء المؤنث المجهول الغائب و " علي " بتشديد الياء. والحمولة بضم الحاء وهي بمعنى الأحمال فيرجع إلى ما مر في النسخة الأولى.
قوله عليه السلام: ويستنطق، أي للشفاعة والشهادة، قوله: وفصل الخطاب، أي الخطاب الفاصل بين الحق والباطل، ويطلق غالبا على حكمهم في الوقائع المخصوصة وبيانهم في كل أمر حسب ما يقتضيه المقام وأحوال السائلين المختلفين في الافهام.
2 - قرب الإسناد: ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا انه عليه السلام كتب إليه: قال أبو جعفر عليه السلام: لا يستكمل عبد الايمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لأولهم في الحجة والطاعة، والحلال والحرام سواء، ولمحمد صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام فضلهما الخبر. (2) 3 - بصائر الدرجات: علي بن حسان عن أبي عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني

(1) في نسخة: في مضمار الكرامة.
(2) قرب الإسناد: 152 و 153 فيه: ولأمير المؤمنين.
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364