بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٢٣٦
الرسول صلى الله عليه وآله، والثاني عن كل من الأمة، وضمير أهل بيته للرجل الأول، وضمير له: في الموضعين للرجل الثاني، والرجل أخيرا هو الأول. أو الرجل الأول كناية عن واحد الأمة والثاني عنه صلى الله عليه وآله، وضمير بيته للثاني، وضمير " له " للأول والرجل هو الثاني.
ويؤيد الأول (1) ما مر عن الباقر عليه السلام حيث قال في هذه الآية: " أما رأيت الرجل يود الرجل ثم لا يود قرابته فيكون في نفسه عليه شئ " والحاصل أنه لو لم يفرض الله مودة القربى على الأمة لكان بغضهم يجامع الايمان، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وآله يود المؤمن المبغض مودة كاملة، فأراد الله أن يود الرسول جميع المؤمنين مودة خالصة ففرض عليهم مودة قرباه صلى الله عليه وآله وسلم.
قوله عليه السلام: بمعرفة فضلهم، أي وجوب الطاعة وسائر ما امتازوا به عن سائر الأمة. قوله: في حيطته، " في " بمعنى " مع " وفي قوله: في ذريته، للتعليل، أو للمصاحبة.
21 - كشف الغمة: فإن قال قائل: فما حقيقة الال في اللغة عندك دون المجاز؟
هل هو خاص لأقوام بأعيانهم أم عام في جميعهم متى سمعناه مطلقا غير مقيد؟ فقل:
حقيقة الال في اللغة القرابة خاصة دون سائر الأمة، وكذلك العترة ولد فاطمة عليها السلام خاصة، وقد يتجوز فيه بأن يجعل لغيرهم كما تقول: جاءني أخي، فهذا يدل على إخوة النسب، وتقول: أخي، تريد في الاسلام، وأخي في الصداقة، وأخي في القبيل والحي، قال تعالى: " وإلى ثمود أخاهم صالحا " (2) ولم يكن أخاهم في دين ولا صداقة ولا نسب، وإنما أراد الحي والقبيل، والاخوة: الأصفياء والخلصان وهو قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: إنه أخوه، قال علي عليه السلام: " أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها بعدي إلا مفتر " فلولا أن لهذه الاخوة مزية على غيرها ما خصه

(١) في نسخة: ويؤيد الوجهين.
(٢) الأعراف: ٧٣.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364