إمام؟ قال: نعم إمام ابن إمام، وقد أوذنتم (1) به قبل ذلك (2).
8 - بصائر الدرجات: علي بن إسماعيل عن أحمد بن النضر عن الحسين بن أبي العلا قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: تكون الأرض وفيها إمامان؟ قال: لا إلا إمام صامت لا يتكلم ويتكلم الذي قبله (3).
رفع شبهة:
اعلم أن قوما من الجهال ظنوا أن تلك الأخبار منافية للأخبار الدالة على رجعة النبي والأئمة صلوات الله عليهم، وبذلك اجترؤا على رد الأخبار المستفيضة بل المتواترة المأثورة عن الأئمة الأطهار، وهو فاسد من وجوه:
الأول أنه ليس في أكثر أخبار الرجعة التصريح باجتماعهم في عصر واحد، فلا تنافي، بل ظاهر بعض الأخبار أن رجعة بعض الأئمة عليهم السلام بعد القائم عليه السلام، أو في آخر زمانه، وما روي أن بعد القائم عليه السلام تقوم الساعة بعد أربعين يوما فهو خبر واحد لا يعارض الأخبار الكثيرة.
مع أنه قال بعض علمائنا في كتاب كتبه في الرجعة: إن للقائم عليه السلام أيضا رجعة بعد موته، فيحتمل أن يكون مورد الخبر الموت بعد الرجعة، ويؤيده الأخبار الكثيرة الدالة على أن لكل من المؤمنين موتا وقتلا، فإن مات في تلك الحياة يقتل في الرجعة وإن قتل في تلك الحياة يموت في الرجعة، والأخبار الدالة على عدم خلو الأرض من حجة لا ينافي ذلك بوجه.
الثاني: إن ظاهر تلك الأخبار عدم اجتماع إمامين في تلك الحياة المعروفة بل بعضها صريح في ذلك، ولو تنزلنا عن ظهورها في ذلك فلا بد من الحمل عليه قضية للجمع (4) بين الاخبار، إذ الظاهر أن زمان الرجعة ليس زمان تكليف فقط، بل هو