بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ١١٩
عليه السلام هو مولود من غير أب، فلم لا يجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء؟ فإنهم لا يجسرون على إظهار مذهبهم لعنهم الله في ذلك، ومتى جاز أن يكون جميع أنبياء الله ورسله وحججه بعد آدم عليه السلام مولودين من الاباء والأمهات وكان عيسى من بينهم مولودا من غير أب جاز أن يشبه للناس أمره دون أمر غيره من الأنبياء والحجج عليهم السلام كما جاز أن يولد من غير أب دونهم، وإنما أراد الله عز وجل إن يجعل أمره عليه السلام آية وعلامة ليعلم بذلك (1) أنه على كل شئ قدير (2).
بيان: " ويلد مختونا " كذا في أكثر نسخ " ل ون " والظاهر يولد كما في " ج " وغيره ويكون مطهرا، أي من الدم وسائر الكثافات، أو مقطوع السرة، أو مختونا فيكون، تأكيدا.
" ويرى من خلفه " يمكن أن يقرأ في الموضعين بالكسر حرف جر، وبالفتح اسم موصول، وعلى الأول مفعول " يرى " محذوف، أي الأشياء، والظاهر أن الرؤية في الأول بمعنى العلم، فإن الرؤية الحقيقية لا تكون إلا بشرائطها.
وما يقال: من أن الرؤية بمعنى العلم يتعدى إلى مفعولين، وبالعين إلى مفعول واحد فهو إذا استعمل في العلم حقيقة، وأما إذا استعمل في الرؤية بالعين ثم استعير للعلم للدلالة على غاية الانكشاف فيتعدى إلى مفعول واحد كما مر من قول أمير المؤمنين عليه السلام: " لم أكن لأعبد ربا لم أره ".
ثم قال عليه السلام: " لم تره العيون بمشاهدة الابصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان " وأمثال ذلك كثيرة.
وما قيل: من أن الله تعالى خلق لهم إدراكا في القفا كما يخلق النطق في اليد والرجل في الآخرة، أو أنه كان ينعكس شعاع أبصارهم إذا وقع على ما يقابله كما في المرآة، فهما تكلفان مستغنى عنهما.

(١) في نسخة وفى الخصال: ان الله.
(٢) الخصال 2: 106. عيون الأخبار: 119 و 120.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364