بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٣٩٠
يفسدون في الأرض) بالبراءة ممن فرض الله إمامته واعتقاد إمامة من قد فرض الله مخالفته (أولئك) أهل هذه الصفة (هم الخاسرون) خسروا أنفسهم لما صاروا إلى النيران (1) وحرموا الجنان، فيالها من خسارة ألزمتهم عذاب الأبد، وحرمتهم نعيم الأبد.
قال: وقال الباقر عليه السلام: ألا ومن سلم لنا مالا يدريه ثقة بأنا محقون عالمون لا نقف به إلا على أوضح المحجات سلم الله تعالى إليه من قصور الجنة أيضا مالا يعلم (2) قدرها هو، ولا يقادر قدرها إلا خالقها وواهبها، ألا ومن ترك المراء و الجدال واقتصر على التسليم لنا وترك الأذى فإذا حبسه (3) الله تعالى على الصراط فجاءته الملائكة تجادله على أعماله، وتوافقه على ذنوبه، فإذا النداء من قبل الله عز وجل: يا ملائكتي عبدي هذا لم يجادل وسلم الامر لائمته فلا تجادلوه وسلموه في جناني إلى أئمته يكون منيخا (4) فيها بقربهم كما كان مسلما في الدنيا لهم، وأما من عارض بلم وكيف ونقض الجملة بالتفصيل قالت له الملائكة على الصراط:
واقفنا يا عبد الله وجادلنا على أعمالك كما جادلت في الدنيا الحاكمين لك عن أئمتك فسيأتيهم (5) النداء: صدقهم، بما عامل فعاملوه، ألا فواقفوه، فيواقف ويطول حسابه ويشتد في ذلك الحساب عذابه، فما أعظم هناك ندامته وأشد حسراته، لا تنجيه هناك إلا رحمة الله إن لم يكن فارق في الدنيا جملة دينه (6) وإلا فهو في النار أبد الآبدين.
قال الباقر عليه السلام: ويقال للموفي بعهوده في الدنيا ونذوره (7) وأيمانه و

(1) لما صاروا إليه من النيران خ ل.
(2) ما لم يقادر خ ل، وفي المصدر: ما لم يعلم قدرها إلا هو ولا يقدر قدرها.
(3) في المصدر: وترك الأذى حبسه الله.
(4) في نسخة: محميا. وفي المصدر: متيحا. منيخا خ ل.
(5) في نسخة وفي المصدر: الحاكين لك عن أئمتك فيأتيهم.
(6) حملة دينه خ ل.
(7) في نسخة وفي المصدر: وفى نذوره.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست